سيمون موريس- القاهرة \ مصر
يحتفل الأردنيون اليوم 16 نيسان باليوم الوطني للعلم الأردني ،وهو اليوم الذي أقره مجلس الوزراء بالتزامن مع احتفالات مئوية الدولة الأردنية لعام2021 تقديرا لرمزية العلم بابعاده المعنوية والتاريخية.
حيث أعلنت وزارة الثقافة بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة عن انطلاق فعاليات الحملة الوطنية الثالثة ” علمنا عال” احتفاءً باليوم الوطني للعلم الأردني، بهدف تعزيز قيمة العلم وتعميق الوعي به.
بدوره أكد جلالة جلالة الملك عبدالله الثاني على حرص الأردنيون وخوفهم على بلادهم من خلال خطابه قائلاً: ” الأردن قصة الكفاح والعطاء المجبولة بالدم والعرق مسيرة الأردنيين جميعا، جنودا وعمالا ومزاعين، وكفاءات في كل الميادين وبناء مؤسسات وطنية رائدة”.
وبمناسبة اليوم الوطني قامت أمانة عمان برفع الأعلام على امتداد شوارع العاصمة والتقاطعات المرورية وعلى سواري الميادين والدروع على الأعمدة في الشوارع.
كما قامت امس بإضاءة جسر عبدون والسيتي هول بالوان العلم الأربعة، ونشر التصميم الخاص بالمناسبة على الميادين والشاشات الالكترونية المختلفة.
وتبدأ قصة العلم منذ أن أطلق الشريف الحسين بن علي في عام1916 الثورة العربية الكبرى برفقة بعض الرجال المخلصين، وهم يحملون علم الثورة العربية الذي زرعوه في مدن الحجاز قبل أن يتوجهوا شمالا عبر مدن الأردن وصولا إلى دمشق، لتأسيس نهضة عربية تستعيد كرامة الأمة العربية وعزتها.
وقد بايع رجالات الأردن وسائر بلاد الشام الملك فيصل بن الحسين، لتأسيس المملكة العربية السورية عام 1918، والتي رفعت رايتها في عام 1920 شاملة الألوان الأربعة، الاسود والاخضر والابيض، وتوسط المثلث الأحمر النجمة السباعية في جميع أرجاء سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وبعض أجزاء العراق ممثلين الوحدة العربية، ولكنها سرعان مانتهت مع دخول الاستعمار .
وفي 11 نيسان عام1921 رُفعت راية ميلاد إمارة هاشمية على أرض الأردن بمبايعة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين أميراً عليها، وبعد مرور عام واحد تبدل اللون الأبيض بوضعه في المنتصف بين الأسود والاخضر لتميزه.
منذ ذلك التاريخ ظل العلم الأردني مرفوعا عاليا بشكل رسمي في المدارس على لحن السلام الملكي بعد إصدار عده تعليمات لرفعه، ونظرا لعدم وجود دستور للأردن في ذلك الوقت يتناول تراثيات الدولة ورموزها، صدر في 16 نيسان 1946 قانون اساسي لامارة شرق الأردن، وهو يعد أول دستور بالأردن واشتمل على 72 مادة وجاءت المادة الثالثة منه تنص على العلم الأردني.
وفي عام 1928 نص الدستور على مادة خاصة بمواصفات العلم، يرد فيها أن طول العلم الأردني يكون ضعف عرضه، ويقسم لثلاث قطع متوازية ومتساوية، العليا سوداء وترمز للعباسين الذين رفرفت رايتهم السوداء في بلاد تجلت بها مظاهر الحضارة، وفي المنتصف اللون الأبيض وهو رمز للأمويين الذين رفعوا البيض رايتهم وهم ينشرون الإسلام، و اللون الأخضر في أسفل العلم دلالة على آل البيت الذين ثبتوا على مبادئهم وقناعتهم ولم تغيرهم الحياة، و وضع عليها من ناحية السارية مثلث أحمر قاعدته مساوية لعرض العلم وارتفاعها مساوي لنصف طوله، وفي هذا المثلث كوكب سباعي الأشعة موضوع بحيث يكون وسطه عند نقطة تقاطع الخطوط بين زوايا المثلث، ويشير اللون الأحمر إلى راية الهاشميين الذين يمثلون كرامة العرب وحريتهم، بينما تشير النجمة السباعية إلى فاتحة القرآن الكريم السبع المثاني.
وقد رفعت راية العلم في عدد من الأنتصارات الوطنية كان أولهما في 25أيار 1946 مع استقلال المملكة الأردنية الهاشمية ومبايعة الملك عبدلله بن الحسين ملكاً على البلاد، وانتهاء الانتداب البريطاني الذي استمر لمدة 25 عاما.
كما رفعت راية العلم على الأراضي الفلسطينية حيث جاهد الجيش العربي للحفاظ على المقدسات الأسلامية والمسيحية من خلال معارك خلدها التاريخ و رُفع فيها العلم الأردني، بداية من معركة باب الواد 1948 التي واجهت التقدم الصهيوني باتجاه القدس الشريف.
وفي 21آذار 1968 خاض الجيش العربي معركة الكرامة الخالدة التي تجلى فيها قوة وعزيمة الجيش الأردني في مواجهة اسطورة الجيش الذي لايقهر، ليكتب الأردنيون انتصارا يوثق في سجل انتصارتهم ويلوحون بعلمهم العالي حيث ظل مرفوعا مضمخا بدماء الشهداء.
وعلى مدار خمسون عاما تمسك الجيش الأردني بواجبهم في معارك عديدة حفاظا على الأوطان وصد اعتداءات الأعداء، منذ مشاركته في حرب تشرين 1973 مرورا بحروبه ضد قوى التطرف والإرهاب، انتهاء بدوره الأساسي في مواجهة جائحة كورونا ليظل العلم الأردني شامخا في أمجاده.