الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية يدعو إلى “الجهاد المائي” ومراجعة سياسات زراعات التصدير.
قال المصطفى بنعلي، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، إن “واقع مكناس عاصمة الفلاحة المغربية، التي تحتضن المعرض الدولي للفلاحة منذ سنوات، تدعونا إلى ‘الجهاد المائي’، وإلى ضرورة مراجعة سياسات زراعات التصدير التي تستنزف المياه”، داعيًا إلى “اعتماد استراتيجيات أكثر استدامة وإلى ترشيد الموارد المائية، إذ لم يعد مقبولا أن نزرع ما لا نستهلك ونستهلك ما لا نزرع”.
وعدّد بنعلي، في لقاء تواصلي بمدينة مكناس، “التحديات التي تواجه قطاع الفلاحة المغربية، باعتباره قطاعًا حيويًا لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية والحفاظ على السلم الاجتماعي”.
وفي هذا السياق، قال المصطفى بنعلي إن “القطاع الفلاحي هو المشغل الأول والمدخل الأساس للإدماج الاجتماعي، وتعزيز السيادة الغذائية يقتضي دعم الإنتاج المحلي المنتج لفرص الشغل وإطلاق مشاريع جديدة في الفلاحة المستدامة عوض الاستمرار في دعم المستوردين الذي أظهر نتائج محدودة في توفير أضحية العيد واللحم الأحمر”.
وسلط الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية الضوء على الارتفاع المقلق لأسعار الدجاج والبيض، وانتقد “هاجس التوازنات المالية الذي كان وراء سياسة تحرير أسعار المواد التي كان يدعمها صندوق المقاصة وآخرها أسعار البوتان”، مشددا على أن “تحقيق الأمن الغذائي في المغرب ليس موضوعا للاستقطاب السياسي ويتطلب تضافر الجهود بين الحكومة وبين جميع الفاعلين والقوى الحية في المجتمع”.
ووجّه المتحدث ذاته انتقادات حادة إلى ما وصفه بـ”انفصال النخبة السياسية والحزبية عن واقع المغاربة ومعاناتهم اليومية”، مؤكدا أن “هذا الانفصال يعمّق أزمة ثقة المواطنين في العمل السياسي”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن “ما تقوم به بعض التيارات السياسية والإعلامية لتصيد التصريحات وتجسيد دور ‘حراس المعبد’ لا يخدم النقاش العمومي الضروري للحياة الديمقراطية؛ فالكل يعلم أن خلفياته تحركها الرغبة في تأليب الرأي العام واستغلال المواقف لأغراض سياسية ضيقة”.
وصرح بنعلي بأن “الجدل الذي أثاره تصريح وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية هو امتداد للجدل الذي أثاره تصريحي بمناسبة لقاء لرئيس الحكومة المعين، وهو بقدر ما يعبر عن حاجة المجتمع المغربي إلى نقاش عمومي حول الهوية بقدر ما يؤكد أن ردود فعل كثيرة رافقته افتقدت إلى النزاهة والموضوعية”، منبها إلى أنه “لا حاجة ولا نفع في استمرار هذا الجدل؛ فالتلون وفق المصالح بخصوص ما يجري في الشرق الأوسط كفيل بأن يفضح هذه الردود وأصحابها”.
وقال المصطفى بنعلي: “إن مبادرة الحزب للدعوة إلى نقاش عمومي جاد ومفتوح حول القضايا المصيرية التي تهم المغرب والمغاربة تأتي لتؤكد سعينا إلى إبقاء النقاش السياسي بعيدًا عن التمركز حول القضايا الهامشية أو الحسابات الضيقة”.
وزاد موضحا: “كل ما نقوم به يؤكد قناعاتنا بجدوى الارتباط بهموم وانشغالات المغاربة اليومية، وبأن الحوار الوطني البنّاء الذي يسعى إلى إعادة الاعتبار للعمل السياسي ويعلي من شأن المسؤولية الجماعية في التصدي للتحديات الراهنة ويضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار أداة فعالة للتغيير الإيجابي قادرة على تعزيز منسوب الثقة”.