أخبار دولية
أخر الأخبار

الجزائر… فقدان ستة مهاجرين على الأقل قبالة جزيرة سردينيا

محمدالحطابي – ليشبون / البرتغال

توفي ستة مهاجرين على الأقل خلال محاولتهم عبور البحر انطلاقا من سواحل الجزائر باتجاه جزيرة سردينيا الإيطالية، حسبما أشارت وسائل إعلام إيطالية أول أمس الأحد 20 نوفمبر.

وكان على متن القارب 13 مهاجرا، بينهم امرأة، نجا منهم سبعة فقط بينما توفي ستة آخرون، بعدما انقلب المركب الصغير وسط ظروف جوية سيئة للغاية وأمواج عالية.

رغم أن الحادث وقع رسميا في المياه الإقليمية الجزائرية، إلا أن السلطات طلبت مساعدة حرس السواحل الإيطالي، إذ كان القارب يبحر على بعد 15 ميلا من المياه الإيطالية و107 أميال من الساحل الجزائري.

تدخّل مركز عمليات خفر السواحل في روما لتنسيق عملية الإنقاذ مرسلا نداء إلى المراكب البحرية التي كانت تبحر في المنطقة. وبالفعل، استجابت سفينة شحن تجارية “كريستينا بي” لنداء الاستغاثة وأنقذت المهاجرين.

انتشلت السفينة 7 مهاجرين، بينهم امرأة، على قيد الحياة وعثرت على جثث أربعة أشخاص آخرين، فيما لا يزال شخصان على الأقل في عداد المفقودين، وفقا لشهادات المهاجرين.

ونقلت السفينة الناجين السبعة إلى ميناء سانت أنتيوكو (Sant’Antioco)، حيث تكفلت بهم السلطات الإيطالية وعناصر من وكالة حرس الحدود الأوروبية “فرونتكس”.

خريطة جوجل/البحر الفاصل بين الجزائر والسواحل الأوروبية.
خريطة جوجل/البحر الفاصل بين الجزائر والسواحل الأوروبية.

تواصلت عمليات البحث عن المهاجرين في البحر، وساهمت بها طائرة مروحية تابعة للسلطات الجزائرية إضافة إلى طائرة ومراكب تابعة لدوريات حرس السواحل الإيطالية. لكن تعقدت العمليات بسبب سوء الأحوال الجوية والبحر الهائج ولم تعثر السلطات على المفقودين.

غادر أخي يائسا من الحياة في الجزائر.. لا يوجد شيء هنا

منال، شابة جزائرية تعتقد أن أخاها ياسر كان على متن هذا القارب، وقالت أثناء حديثها مع مهاجرنيوز إنها فقدت التواصل معه كليا منذ يوم الأحد الماضي 13 نوفمبر.

ياسر البالغ من العمر 26 عاما أنهى دراسته الجامعية في علوم الحاسوب وحصل على ماجستير من جامعة مدينة جيجل شمال شرق البلاد، لكنه “منذ تخرجه، لم يجد عملاً في مجال تخصصه. وكان يضطر إلى إيجاد أعمال مختلفة لكسب بعض المال، ويستغل الموسم السياحي الصيفي بالعمل في تركيب المظلات والمقاعد على الشواطئ”.

انفجرت الشابة بالبكاء مضيفة “غادر أخي يائسا من الحياة في الجزائر.. لا يوجد شيء هنا.. فهو كان لا يزال يعيش مع والدينا غير قادر على تأسيس مستقبل له.. الحياة باهظة ولا يقوى الجميع على تحمل كلفتها”.

غادر ياسر مع مجموعة من أصدقائه الذين كانوا يعيشون جميعا في مدينة جيجل، ولم يخبر أحد من أهله سوى أخيه الأكبر، وأشارت منال “أشعر بخيبة أمل كبيرة.. كلنا قلقون ولا نعلم ما الذي حصل مع باقي الشباب الذين غادروا المدينة”.

بحسب تقرير نشره موقع الـ”إيكونوميست”، شهد العام الجاري حوالي 13 ألف محاولة هجرة من الجزائر إلى إسبانيا في قوارب متهالكة، هاربين من البطالة التي بلغت نسبتها 15% تزامنا مع غلاء المعيشة وجو القمع السائد في البلاد، “كثير من الناس، وخاصة الشباب، غير سعداء ومحبطون وخائفون من السلطة. الحقرة تسود، وتبحث الحراقة عن مخرج. كما أن الجماهير التي دعمت الحراك لم تختف”.

محاولات هجرة مستمرة

تسعى السلطات الجزائرية من جهتها إلى السيطرة على سواحلها والحد من محاولات الهجرة ضمن خطاب يتماشى مع التوجه الأوروبي وخطته في “مكافحة الهجرة غير الشرعية”. وفي شهر أيار/مايو الماضي قالت السلطات إنها أحبطت محاولة هجرة لحوالي 20 شخصا كانوا على متن قارب صيد صغير غادر من سواحل القل باتجاه جزيرة سردينيا الإيطالية.

وأعلنت الشرطة إلقاء القبض على خمسة أشخاص، تتراوح أعمارهم بين 22 و33 عاما من ولايتي بومرداس والبويرة، واتهمتهم بتنظيم هذه الرحلة وتهريب المهاجرين مقابل مبالغ مادية. وتم تقديمهم أمام العدالة “بجنحة تدبير الخروج غير المشروع من التراب الوطني من أجل الحصول على منفعة مالية”.

 حوادث مأساوية

جزيرة سردينيا الإيطالية التي تبعد حوالي 200 كيلومتر عن سواحل الجزائر، شهدت أيضا حادث مأساوي نهاية شهر آب/أغسطس الماضي. ورصدت حينها مروحيات تابعة لخفر السواحل جثث مهاجرين قضوا غرقا وأعلنت عن وفاة خمسة أشخاص على الأقل.

وفيما تستمر رحلات الهجرة من شمال أفريقيا باتجاه أوروبا، لا تزال جزيرة لامبيدوزا الإيطالية نقطة الدخول الرئيسية لا سيما للمهاجرين الذين يبحرون من سواحل تونس. في حين تصل أغلب القوارب التي تغادر السواحل الليبية إلى السواحل الجنوبية لصقلية وراغوزا وسيراقوسة.

ويسعى عادة “الحراقة” الجزائريون إلى عبور البحر المتوسط باتجاه جزر البليار (خاصة مايوركا وإيبيزا) وبحسب أرقام المنظمة الدولية للهجرة، وصل 2,129 مهاجرا على متن 147 قاربا إلى مجموعة الجزر بين يناير/كانون الثاني وتشرين الأول/أكتوبر من هذا العام. ويسعى المهاجرون لعبور البحر وصولا إلى سواحل جنوب إسبانيا، لا سيما الأندلس.

خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، انخفضت تدفقات الهجرة من الجزائر إلى سردينيا، على نحو طفيف، إذ تراجعت بنسبة 7,12% مقارنة بالفترة من العام الماضي، وفق ما أوردته وكالة آكي الإيطالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى