خلود رشاد-القاهرة/مصر
سوف يرتدي لاعبو منتخب الدنمارك قمصاناً “باهتة” في كأس العالم لكرة القدم، احتجاجاً على سجل حقوق الإنسان في قطر، المستضيفة للبطولة، ومعاملتها للعمال المهاجرين.
حيث تعرضت قطر لانتقادات شديدة في العقد الماضي بسبب معاملتها للعمال المهاجرين في الغالب من جنوب آسيا الذين يحتاجون إلى بناء ملاعب وخطوط مترو وطرق وفنادق بقيمة عشرات المليارات من الدولارات.
وقامت شركة هامل للملابس الرياضية، التي تزود المنتخب الدنماركي بزيه، بتصميم قميصا أسود بالكامل يمثل “لون حداد”.
وأوضحت هامل إنها “لا ترغب في الظهور” في بطولة تزعم أنها “أودت بحياة الآلاف”.
وأضافت قائله “ندعم المنتخب الدنماركي لكن هذا لا يعني دعم قطر كدولة مستضيفة”.
وفي إطار التصميم، فإن شارة منتخب الدنمارك ستكون “باهتة” بدورها. وسيكون الزي الأساسي أحمر بالكامل، أما الزي الثانوي فسيكون أبيض اللون.
كما قرر رعاة زي التدريب سحب شعاراتهم لإفساح المجال لرسائل تنتقد قطر.
وقد شكك مسؤولون قطريون سابقًا في الأرقام الخاصة بوفاة عمال مهاجرين عاملين في منشآت كأس العالم، قائلين إن الرقم الإجمالي الفعلي في عام 2021 كان 37.
واوضحت هامل: “نود الإعراب عن موقف بشأن سجل قطر في مجال حقوق الإنسان ومعاملتها للعمال المهاجرين الذين بنوا ملاعب كأس العالم في البلد”.
“نعتقد أن الرياضة يجب أن تجمع الناس. وعندما لا تفعل ذلك، نريد أن نوضح رأينا”.
لكن اللجنة العليا للمشاريع والإرث، التي تنظم البطولة، شككت في مزاعم هامل بشأن وفاة عمال مهاجرين.
وقالت اللجنة في بيان “دخلنا في حوار قوي وشفاف مع الاتحاد الدنماركي لكرة القدم”.
وأضافت “نرفض بشدة التقليل من أهمية التزامنا الحقيقي بحماية صحة وسلامة 30 ألف عامل قاموا ببناء الملاعب ومشاريع أخرى للبطولة”.
واكدت “لقد عملنا بجد جنبًا إلى جنب مع الحكومة القطرية لضمان أن تحقق البطولة إرثًا اجتماعيًا دائمًا”.
واستجابت العديد من الدول حيث قالت الدنمارك في وقت سابق إنها ستمارس “ضغوطا إضافية” على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشأن مخاوف متعلقة بحقوق الإنسان خلال فترة الاستعداد لبطولة كأس العالم، التي تنطلق في 20 نوفمبر.
وينوي قائد منتخب إنجلترا، هاري كين، ارتداء شارة تحمل شعار “حب واحد” خلال كأس العالم، وذلك ضمن حملة أطلقتها هولندا لتعزيز التنوع والشمول، والوقوف ضد التمييز.
كما تحظى المبادرة بدعم من بلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا والنرويج والسويد وويلز وسويسرا.
وقد تم بناء سبعة ملاعب جديدة لاستضافة كأس العالم، بالإضافة إلى مطار جديد وطرق جديدة وحوالي 100 فندق جديد. وتقول الحكومة القطرية إن 30 ألف عامل أجنبي تم توظيفهم لبناء الملاعب فقط، جاء معظمهم من بنغلاديش والهند ونيبال والفلبين.
واشتكت جماعات حقوق الإنسان من معاملة العمال الأجانب في قطر وعدد المتوفين هناك.
وفي فبراير 2021، كشفت صحيفة الغارديان إن 6500 عامل مهاجر من الهند وباكستان ونيبال وبنغلاديش وسريلانكا لقوا حتفهم في قطر منذ فوزها باستضافة كأس العالم.
حيث اعتمدت الصحيفة على أعداد قدمتها سفارات تلك الدول في قطر.
لكن الحكومة القطرية قالت إن العدد الإجمالي مضلل، لأن الوفيات المسجلة لم تكن جميعها لأشخاص يعملون في مشاريع متعلقة بكأس العالم.
واوضحت الحكومة إن سجلات الحوادث الخاصة بها أظهرت أنه بين عامي 2014 و 2020 وقعت 37 حالة وفاة بين العمال في مواقع بناء ملاعب كأس العالم، ثلاثة منها فقط كانت “مرتبطة بالعمل”.
وقد أيد الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الدعوات المطالبة بتعويض “أي إصابة أو وفاة مرتبطة بأي مشروع بناء” لكأس العالم.
يذكر ان الدنمارك كانت المصنفة رقم 10 في العالم، والتي وصلت إلى نصف نهائي بطولة أوروبا العام الماضي واحدة من 32 فريقًا من المنتخبات التي من المرجح أن تتخذ موقفًا قويًا ضد قطر.
واوضح بيان الشركة المُصنعة لقميص منتخب الدنمارك: “قميص المنتخب ليس مستوحياً من القميص الذي لُعب به في بطولة يورو 92 فقط، ولكن أيضاً للاحتجاج ضد قطر بسبب حقوق الإنسان”.
وأضاف: “هذا هو السبب في أننا قمنا بتقليل كل التفاصيل الخاصة بالقمصان الدنماركية الجديدة لكأس العالم، بما في ذلك شعار الاتحاد الدنماركي وشعار شركتنا المميزة، لا نرغب في الظهور خلال البطولة التي كلفت آلاف الأشخاص حياتهم”.
يسرد جدول مباريات فيفا للبطولة الدنمارك على أنها الفريق المضيف مع الاختيار الأول للقميص الملون فقط لمباراته الافتتاحية، وهي 22 نوفمبر ضد تونس.
حيث يقع المنتخب الدنماركي في المجموعة الرابعة، برفقة منتخبات فرنسا، تونس وأستراليا.
جدير بالذكر أن بطولة كأس العالم ستقام خلال الفترة من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر المقبل.