سيمون موريس-القاهرة/مصر
زلزالا تركيا وسوريا أو، زلزال غازي عنتاب و زلزال كهرمان مرعش، هما زلزالان ضرب الأول منهما جنوب تركيا في تمام الساعة 4:17 صباحاً في السادس من فبراير لعام 2023، حيث بلغت قوته 7.8 على مقياس ريختر، وكان مركزه غرب مدينة غازي عنتاب، ليُصنف من أقوى الزلازل التي تسجلها تركيا منذ عام 1939، امتدت آثاره إلى شمال سوريا.
وضرب الزلزال الثاني منطقة إيكين أوزو بالقرب من مدينة كهرمان مرعش، بلغت قوته 7.5 ريختر، وصل عدد الضحايا في كلا البلدين حتى الان إلى 20ألف و451 قتيلا، خلفا عن الأضرار المادية وتدهور البنية التحتية، لاسيما الشعب السوري في مواجهتهم للأزمات الاقتصادية، واستمرار الأعمال العدائية المحلية.
منذ ذلك الحين، تجسدت حالة من الذعر والهلع من جانب العالم العربي على منصات التواصل الاجتماعي، عقب وقوع الزلزاليين، فيما ظن البعض أنها ستكون نهاية العالم قد اقتربت مع كثرة الزلازل وارتفاع عدد الضحايا والوفيات.
أعطى هذا النوع من الحوادث الكبرى انطباعاً عن احتمال زيادة نشاط الزلازل الكبرى و المدمرة على مستوى العالم، خاصة بعد تصريح عدد من العلماء الجيولوجيين من احتمالية تكرار الزلازل خلال الفترة القادمة في عدد كبير من البلدان العربية ، فهل سيكون هذا سببا في زيادة القلق من اعتقاد قرب نهاية العالم؟!
ذكر العلماء طبيعة حدوث الزلازل وتكرارها بشكل يومي في بعض الأحيان لا يشعر بها الانسان، حيث تحدث الزلازل بمعدل 20 ألف في السنة يكون من ضمنها 18:17 زلزال كبير قوته بين 8:9ريختر تقع بشكل سنوي، بالإضافة لطبيعة المناطق النشطة زلزالياً نتيجة لالتقاء الصفائح التكتونية.
وبالفعل شهدت مناطق عربية وقوع زلازل سابقة كانت أكثر شدة و قوة من زلزال تركيا، حيث نجم عنها خسائر فادحة في الأبنية والأرواح ، كان من ضمنها زلزال حلب الذي وقع بالقرب من مدينة حلب شمال سوريا عام 1138.
صنفت هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية زلزال حلب رابع أخطر زلزال في التاريخ، وأكثر الزلازل دموية على مستوى العالم، بعد زلزال شانشي والمحيط الهندي و تانغشان في الصين، و قُدرت شدة الزلزال 8.5 ريختر ، بلغ عدد الضحايا 230.000 قتيلا.
كما شهد تاريخ الدولة الإسلامية القديم زلزاليين آخرين كان الأول منهما عام 553 ه / 1157م والاخر عام 565ه / 1170م في عصر نور الدين محمود و يعد ثاني أكبر زلزال مدمر في تاريخ الدولة الإسلامية ، سُبق بعدة زلازل متكررة استمرت لسنتين ، بالشام والجنوب التركي.
بلغت قوة الزلزال الأول بحوالي 7:7.8 ريختر، ونظرا لعدم توافر مقياس خاص بشدة الزلازل تم تقديره بحسب حجم الاثار المدمرة الناجمة عنه ومحيط التأثير الذي امتد به.
كان مركزه بجنوب حلب حيث أصاب العديد من المدن في بلاد المسلمين امتداداً بالاراضي الصليبية، ولكنه كان أشد تأثيرا على الأراضي الإسلامية، و باتت البلاد عقب الزلزال عرضة للهجمات الصليبية نظراً لتدمير القلاع و الحصون و الأسوار المحاطة بها المدن، ولكن نجح نور الدين في التصدي لذلك الامر، بتنظيمه عدة حملات على المدن الصليبية ، التي كانت تهدف إلى إلقاء الرهبة في قلوب الصليبيين، وانتهت بانتصار نور الدين.
كما انه اهتم بالدعم الكامل للمصابين وأكثر من عمليات الايواء لعدد كبير من الاسر، بالإضافة إلى إصلاح القلاع و الأسوار، وقام بتقليل الضرائب المفروضة على التجار لتشجيع الحركة التجارية, ليعطي هدنة لكي تستعيد الدولة قوتها مرة اخرى ، حيث انخفض حينها دخل الدولة لحوالي 150ألف دينار من الذهب خلال عام واحد، ولكن سرعان ما تحسنت الأوضاع الاقتصادية للبلاد خلال سنتين فقط.
أما الزلزال الأقوى فقد وقع عام 565 ه / 1170م، بمقدار 8ريختر بأقصى جنوب حلب، تأثرت به بلاد المسلميين والبلاد الصليبية، حيث قام بتدمير عدد كبير من المدن منها حلب وحمص و أنطاكيا وطرابلس، و امتد لبعض المدن بمملكة بيت المقدس،و وصل عدد القتلى في ذلك الحين إلى 80الف بمدينة حلب فقط، بعد هذا الزلزال مباشرة اتفق نور الدين محمود مع البلاد الصليبية على التصالح كهدنة مؤقتة دون وضع شروط من جانب الطرفين.