السوريوون…بين مطرقة الأوضاع الصعبة في مخيمات الأردن و سندان الموت في حالة الرجوع
أحمد الضاهر_ سوريا
سلطت وسائل الإعلام الضوء على محنة عشرات الآلاف من السوريين ، معظمهم من النساء والأطفال ، في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن ، موضحة أن العديد من اللاجئين ، الذين يعيشون في كرفانات وخيام ، يعانون من بعدهم عن وطنهم ونقص المساعدات.
حيث أفادت وكالة الصحافة الفرنسية في تقريرها الإنساني ، أن جيلاً جديداً من الأطفال السوريين اللاجئين يُقدر بمليون وُلد منذ عام 2011 في الخارج دون أي معرفة ببلدهم ، نصفهم أطفال يتساءل لماذا جاء إلى مثل هذا المكان ولماذا لم يعد إلى سوريا التي لا يعرف عنها شيئًا.
وقالت وكالة (أ ف ب) ، إنه بحسب البيانات الرسمية الصادرة عن الأمم المتحدة ، تم تسجيل أكثر من 5.6 مليون لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن ومصر والعراق بينهم 675 ألف في الأردن. في حين أن الأرقام الحقيقية أكثر من ذلك بكثير حيث تقدر الحكومة الأردنية العدد بـ 1.3 مليون لاجئ سوري.
وأشارت إلى أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين قالت إن عدد الأطفال السوريين المولودين كلاجئين في الأردن وصل إلى 168،500 منذ عام 2014 ، ويواجه معظمهم حياة صعبة وعدم استقرار بالمخيمات، التي تنتشر فيها عمالة الأطفال والزواج المبكر وتقل فيها أيضاً فرص حصولهم على التعليم.
وأكدت(أ ف ب) أن مخيم الزعتري للاجئين يقع في منطقة صحراوية على بعد 20 كيلومترًا من الحدود السورية ، حيث يعيش الأطفال في ظروف صحية سيئة في منازل متنقلة ، بينما يخاطر بعض الرجال بالعودة إلى سوريا لأنهم لا يستطيعون تحمل الظروف القاسية والمعاناة الشديدة في المخيمات .الأمر الذي يعرضهم لخطر كبير ومن المرجح جدا أن تعتقله قوات النظام.
وبحسب شهادة إحدى النساء المقيمات في المخيم وتُدعى هديل (اسم وهمي) فإن ابن عمها قرر قبل ثلاثة أشهر العودة إلى درعا بعد أن ضاق ذرعاً بالمكان فغادر نحو قريته تاركاً خلفه زوجته وأطفاله الخمسة في المخيم، لكن بعد أقل من شهر جاءت الأخبار بمقتله دون معرفة الأسباب، مضيفة أن الوضع الأمني في سوريا تحت ظل حكم القوات التابعة لنظام الأسد وحلفائه يجعلهم يفكرون ألف مرة قبل العودة.
وبالمثل توضح لاجئة أخرى إيمان ربيع (28 عاماً) أن الحرب دمّرت بيتها في درعا وليس لديها مكان آخر تذهب إليه غير هذا المخيم، مؤكدة أنه إذا كان يتوجب عليها تركه والعودة لبلدها فستكون آخر من يخرج.