أحمد مباني – تيزي وزو / الجزائر.
دقت الإحصائيات الأخيرة المتعلقة بالطلاق في المغرب ناقوس الخطر من ارتفاع معدل الطلاق بشكل كبير عاما بعد عام، مؤكدة الحاجة الماسة إلى بحث اجتماعي ونفسي معمق لدراسة أسباب هذه الظاهرة والخروج بتوصيات وحلول فعالة. وبحسب وزارة العدل، فقد ارتفع العدد الإجمالي لحالات الطلاق إلى ما مجموعه 26.957 في عام 2021، وفي النقاش الاجتماعي حول الزيادة المقلقة في حالات الطلاق، كان التركيز بشكل أساسي على حالة “الأطفال”. ومن منظور القضايا المادية كالنفقة ، فإنه يهتم بالحالة النفسية للمطلقات والمتاعب التي قد تنجم عن التغيرات الجذرية في الحياة بعد الانفصال.
في هذه المقابلة, تجيب الطبيبة النفسية للأطفال والمراهقين هدى حجاج على ثلاثة أسئلة تسلط من خلالها الضوء على السمات النفسية البارزة التي تظهر في أطفال للأباء المطلقين ومدى حاجتهم إلى الدعم النفسي المهني أحيانًا، بالإضافة إلى مجموعة من نصائح للآباء أثناء التفكير في الانفصال أو الطلاق لحماية الأطفال من أي تداعيات نفسية.
ما هي السمات النفسية البارزة التي تظهر على الأطفال بعد طلاق الأبوين؟
في الواقع، لا يكون الطلاق دائمًا مؤلمًا نفسيًا للأطفال، لكن معظمهم يواجهون مجموعة من المخاوف، في المقام الأول الخوف من فقدان أحد الوالدين أو كليهما، لأنهم لا يعرفون ما سيحدث لهم إذا انفصل الآباء. “أطفال المطلقات” مرعوبون أيضًا من كل شيء في الحياة اليومية ويطرحون الكثير من الأسئلة: هل سأستمر في الذهاب إلى نفس المدرسة؟ هل سأشتري نفس العناصر التي كنت أشتريها قبل انفصال والديّ؟ هل سأكون في نفس المستوى الجسدي والاجتماعي كما كان من قبل؟ وقضايا أخرى. بشكل عام، فإن الحواجز النفسية لدى بعض الأطفال ناتجة بشكل رئيسي عن الجو السلبي قبل وأثناء وبعد الانفصال، أي بسبب حدوث النزاعات والمشاكل الأسرية، فإن الأطفال لديهم الحواجز النفسية التالية: الخوف والاكتئاب، والتي يؤدي في بعض الأحيان إلى تعرض الأطفال لاضطرابات سلوكية أو عدم القدرة على التركيز مما قد يؤثر سلبًا على أدائه الأكاديمي.
ومع ذلك، إذا مرت مرحلة الطلاق، ولم يكن هناك نزاع بين الوالدين، والطفل على يقين من أنه سيستمر في مقابلة الوالدين بشكل منتظم، وأن الوالدين قد وعدا بذلك، فسيتم الطلاق لا تسبب للطفل أي حواجز نفسية.
هل من الممكن أن تقتصر المواكبة النفسية للأطفال، في حالة الطلاق، على الأبوين، أم يحتاج أحيانا إلى مواكبة نفسية متخصصة؟
في البداية، يجب إرشاد الوالدين لمواكبة أطفالهم نفسياً أثناء الطلاق، وطمأنتهم بأن الأمور ستسير كالمعتاد وأن العلاقة الجيدة بين الوالدين ستستمر بعد الانفصال، ولن يتم المساس باستقرارهم النفسي.
ومع ذلك، إذا كان الطفل يعاني من اضطراب نفسي يتطلب العلاج، فمن الضروري استشارة أخصائي في المجال للتأكد من أن الدعم النفسي مطلوب في كل حالة.
ما هي النصائح التي يمكن تقديمها للأبوين لدى تفكيرهما في الطلاق أو في حالة وقوع الانفصال لحماية الطفل من أي آثار نفسية؟
بادئ ذي بدء، قبل الطلاق، لا يمكننا أن نتشاجر أو نتحدث عن المشاكل أمام أطفالنا. يجب أن نوضح لهم أيضًا أن هذا الطلاق ليس لهم وأن نطمئنهم على أن حقوقهم ستتم حمايتها وأن علاقتهم مع كلا الوالدين لن تتغير. يجب أن يفهم الأطفال أيضًا أن الانفصال يحدث بين الأب والأم، وليس بين الأب والطفل. وهنا لابد من التأكيد على أهمية الحوار المستمر لنشر الطمأنينة والراحة في نفسية الطفل حتى يمكن تجاوز مرحلة الطلاق بأمان.