اليمن:استمرار الحوثيون في المتاجرة بالمخدرات لرفد الجبهات بالاموال
سهيل الشارحي -اليمن
منذُ سيطرة المليشيات الحوثية على مفاصل الدولة اليمنية، في عام 2014م، انتشرت المخدرات بشكل كبير و غير مسبوق من قبل، بل وتحولت اليمن الى مستنقع من المخدرات الإيرانية، والتي يعتمدون الحوثيون عليها بشكل رئيسي لجني أمولاً هائلة دون رقيب او حسيب.
قالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، أن الجماعة الحوثية هي السبب الرئيسي في انتشار المخدرات في مناطق سيطرتها، وذلك للأعتماد عليها بشكل اساسي لتمويل مقاتليها في جبهات القتال، تحت مسمى المجهود الحربي.
وتتعمد المليشيات الحوثية في نشر المخدرات بين عناصرها المقاتلة لإدمانهم عليها، بهدف إخضاع من جندتهم إجباريًا، والذين لم ينصعوا إلى تنفيذ أوامرها للقتال في صفوفها.
وأكدت الشبكة، أن قيادات في جماعة الحوثيين متورطين بل ومسؤولين في تهريب المخدرات والمتاجرة بها، بل وتعمل أيضاً على تسهيل الطريق لمهربين المخدرات، وتوفر لهم الحماية الكاملة، ومن هذه القيادات محمد الحوثي وأبو علي الحاكم وشقيق زعيم المليشيات عبد الكريم الحوثي وفارس مناع وقيادات أخرى.
وأضافت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، أن في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، يوجد 39 هنجرًا لتخزين المخدرات التي يتم استيرادها من إيران، وتتم عملية دخول المخدرات الى العاصمة صنعاء، من خلال تهريبها عن قوارب بحرية الى ميناء الحديدة والصليف الخاضع لسبطرة المليشيات جنوبي اليمن.
وبلغت الأموال التي تجنيها المليشيات سنويًا من خلال المتاجرة بالمخدرات إلى مايقارب 6 مليارات دولار ،بحسب تقارير اقتصادية.
وبسبب الحملات الإعلامية المكثفة، والانتقادات المجتمعة المباشرة التي استهدفة حكومة المليشيات في العاصمة صنعاءبتورط قياداتها في المتاجرة بالمخدرات وتسهيل عملية دخولها، وانتشارها بشكل مخيف في مناطق سيطرتها، واعلنت المليشيات الحوثية انها احرقة في شهر يونيو من العام المنصرم اكثر من 28طنًا من الحشيش، وما يزيد عن مليوني من الاقراص المخدرة في وسط العاصمة صنعاء، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يقام في شهر يونيو من كل عام.
ووفقًا لما نشرته الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، أن إيران تعتبر المصدر الرئيسي والداعم الأساسي للميشيات بالمخدريات، وكانت المخدرات هي السبب في الثراء الفاحش والمتسارع للقيادات الحوثية.
وبحسب مصادر مدنية قالت للحقوق والحريات، إن عملية تهريب وتوزيع المخدرات يشرف عليها ضابط من الحرس الثوري الإيراني ،وأنخرط بعض من التجار في المتاجرة بالمخدرات نتيجة لحصولهم على أضعاف ما يحصون عليه من التجارة العادية، ما جعل التجارة بالمخدرات تنشط بشكل متسارع ومخيف.
وتستغل المليشيات الحوثية المعيشية الصعبة التي عصفة بالمدنيين إلى مستنقع الفقر المتقع ،وإنقطاع المرتبات والتدهور الإقتصادي، وجندت عدد كبير من النساء والأطفال، وتوكيلهم في مهمة تهريب وتوزيع المخدرات، وإقناع مدنيين في تناولها بحسب الشبكة اليمنية للحقوق والحريات.
وتشير الشبكة، أن المليشيات الحوثية لم تكتفِ في استغلال الاطفال والنساء لترويج للمخدرات وبيعها في مناطق سيطرتها وتوزيعها على الشباب لايستقطابهم إلى جبهات القتال، بل تعمد أيضاً إلى تهريب المخدرات إلى مناطق خارج سيطرتها ودول مجاورة كالسعودية وغيرها من الدول، لتجني ملايين الدولارات.
وتعتبر محافظة صعدة معقل الجماعة الحوثية والمستنقع الرئيسية للمليشيات في تجارة المخدرات، ولخصبة تربتها استغلة المليشيات نفوذها لزراعة الحشيش منذُ سنوات، ويتم تهريبها الى المملكة العربية السعودية، وعمدة المليشيات بترك مناطق شاسعة خالية من التواجد العسكري بينها وبين السعودية ليتم تهريب المخدرات عبرها الي المملكة.
وفقا للتقرير أمنية، فأن محافظةصعدة التي تحادد السعودية من الشمال تعتبر من أخطر الاماكن لتدفق أنواع المخدرات نحو المملكة بشكل كبير، وطبقا لمصادر أمنية فإن ما يتم ضبطه لا يُذكر مقارنة بالكميات التي تتدفق يوميا عبر الحدود اليمنية السعودية.