انطلاق أعمال مؤتمر “القدس صمود وتنمية”…وسط تمثيل عربي ودولي
سيمون موريس – القاهرة/مصر
أنطلق يوم الاحد 12-2-2023 فعاليات مؤتمر القدس تحت شعار ” القدس صمود وتنمية”، بمقر جامعة الدول العربية، في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة كلا من رئيس دولة فلسطين” محمود عباس”، و رئيس مصر” عبد الفتاح السيسي” ، وجلالة الملك عبدالله الثاني/ ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
بجانب وفود رفيعة المستوى عن قادة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ، وممثلين رفيعي المستوى عن منظمات وتجمعات دولية وإقليمية وعربية، بما فيهم الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوربي والافريقي، بالإضافة إلى حركة عدم الانحياز ومجلس التعاون لدول الخليج العربي، والأزهر الشريف.
جاء المؤتمر هادفا لدعم صمود أهل القدس باعتبارهم خط الدفاع الأول عن المدينة، وتعزيز ثباتهم خلال مواجهتهم للمعارك اليومية، وتمسكهم بهويتهم نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية، و للتأكيد على التضامن العربي للدفاع عن القدس والحق الفلسطيني والتمسك بالوصاية الهاشمية.
و دعم إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى الأردنية في الحفاظ على الحرم ضد الاعتداءات الإسرائيلية.
وقد غادر الملك عبدالله الثاني الأردن، للمشاركة في مؤتمر القدس صمود وتنمية، الذي نظمته جامعة الدول العربية بالتزامن مع دولة فلسطين، بمشاركة عربية وإقليمية ودولية، بالعاصمة المصرية القاهرة.
تقدم جلالة الملك في بداية خطابه بخالص الشكر للأمين العام لجامعة الدول العربية “أحمد أبو الغيط” وكوادرها، لجهودهم المبذولة في إعداد هذا المؤتمر، بالتنسيق مع الأشقاء الفلسطينيين.
أكد جلالة الملك من خلال خطابه أنه لا يمكن للمملكة الأردنية أن تنعم بالسلام والاستقرار ، في ظل وجود القضية الفلسطينية، كما توجه بمطالبة المجتمع الدولي بتلبية الحقوق العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني بقيام دولتهم المستقلة.
و أعاد للتأكيد على ضرورة وقف جميع الانتهاكات الإسرائيلية، واقتحامات المسجد الأقصى المبارك، وذلك للحفاظ على فرص السلام للدولتين كأساس لحل القضية الفلسطينية .
أشار لمجهودات المملكة الأردنية المستمرة، لحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بجانب مواصلة مشاريع الصيانة والإعمار في المسجد الأقصى المبارك، وكنيسة القيامة، انطلاقاً من الوصاية الهاشمية للحفاظ على هوية مدينة القدس وعروبتها.
في إطار الوصاية الهاشمية المُورثة عن جلالة الملك ” حسين بن علي”، ذكر الملك عبدالله الثاني الواجب الأردني في الوقوف بجانب الأخوة المسيحيين في القدس للحفاظ على كنائسهم، ومساندتهم في التصدي للانتهاكات عليها، التزاما بالعهدة العُمارية، التي حفظت الوئام والعيش المشترك في القدس، منذ اكثر من2400عام.
أختتم الملك عبدلله الثاني خطابه بالتأكيد على إبقاء القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات القضايا العربية، لدعم الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم.
كما أكد رئيس مصر ” عبد الفتاح السيسي”، على الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى بكامل مساحته باعتباره مكان عبادة المسلميين.
وتوجه الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” بالشكر لجلالة الملك والحكومة الأردنية و الأردن، على دعم صمود الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة.
وثمن بدور الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
و أوضح موقف الدولة الفلسطينية بالتمسك بثوابتها الوطنية، والتصدى بكل قوة لمخططات الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفاً، وتوجه الدولة إلى الأمم المتحدة لإصدار قرار يعطي حل للدولتين من خلال منح فلسطين العضوية الكاملة.
وذكر أن القدس بحاجة إلى امتها العربية والإسلامية وإلى من يشد الرحال اليها، وأكد على رفضه لجميع محاولات فض القضية الفلسطينية.
بالإضافة لحق الدولة المشروط في المسجد الأقصى، الذي قرره القرآن الكريم بإعطاء المكان اسمه وهويته، و إقرار الشرعية الدولية متمثلة بعصبة الأمم المتحدة عام 1930.
و أشار لدور مخططات وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي، التي تستهدف تاريخ مدينة القدس ومقدساتها وأهلها وهويتها الحضارية الفلسطينية والعربية والإسلامية والمسيحية.
قال أمين عام جامعة الدول العربية، ” أحمد أبو الغيط”، من خلال كلمة ألقاها بالمؤتمر، “أن القدس مدينة تحت الاحتلال بواقع القانون الدولي ولا مجال للجدل في هذا، وعدم إمكانية تغيير وضعها التاريخي، أو مركزها القانوني بإجراءات أحادية أو باستعراضات سياسية هدفها مكاسب داخلية، يسعى إليها أعضاء في حكومة يمينية متطرفة، و يهدفون إلى تسجيل النقاط مع ناخبيهم”.
وأشاد بالتجمع العربي من أجل القضية الفلسطينية بشكل لم يحدث مع قضية أخرى، وذلك لحضور القدس في وجدان العرب، إلا أنها لا تعاني فقط من وطأة الاحتلال، وإنما محاولات لطمس الهوية التاريخية، وتهويدها، وتفريغها من السكان، عبر القمع وهدم المنازل وغيرها من الإجراءات التعسفية.
وأضاف أن المؤتمر يُعقد تنفيذا لقرار القمة العربية في الجزائر في تشرين الثاني الماضي، لدعم صمود أهل المدينة المقدسة المرابطين في القدس، والصامدين بكرامة في مواجهة سياسات وإجراءات إسرائيلية بالغة التطرف تهدف إلى القضاء على الهوية الفلسطينية.
في ختام فعاليات المؤتمر تم الاتفاق على عدة نقاط رئيسية من بينها، التأكيد على القضية الفلسطينية العادلة، ودعوة المجتمع الدولي العملي لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ومواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، الإشارة إلى جميع السياسات والخطط الإسرائيلية الغير قانونية، التي تهدف إلى إضفاء الشرعية على الضم الإسرائيلي الباطل واللاغي لمدينة القدس الشريف، بجانب حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، و وقف جميع المحاولات الإسرائيلية الهادفة لتغير الوضع التاريخي والقانوني في مدينة القدس.
بالإضافة إلى المطالبة بتنفيذ القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية عن الأمم المتحدة، والمجلس التنفيذي لليونسكو و لجنة التراث العالمي، وإدانة سياسة الاعتقال التعسفي والإداري الإسرائيلي، والحرمان من العلاج و الإهمال الطبي المتعمد القاتل الأسري، ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل المسؤوليات القانونية والأخلاقية.