زياد ثابت _ اليمن
أستغلت المليشيات الحوثية الهدنة الأممية لترتيب صفوفها عسكريًا وميدانيًا بعد ما كانت على عتبة الهزيمة، مستخدمًة أسلوب التحشيد والتجنيد الإجباري في مناطق سيطرتها، لتزويد الجبهات بالمقاتلين وإرسال عدد من عناصرها إلى طهران، وقدوم خبراء عسكريين من إيران لتدريب عناصرها في ظل سريان الهدنة الأممية في اليمن.
تجنيد إجباري
استخدمت مليشيات الحوثي القوة في إجبار مسؤولين وبرلمانيين ومشايخ وعقال الحارات، إلي إستقطاب أكبر قدر من فئتي الشباب و الأطفال لتجنيدهم إجباريًا، ورفدهم إلى جبهات القتال.
وقالت مصادر مطلعة، “إن المليشيات الحوثية فرضت على عقال الحارات، بإرسال كل شهر خمسة من أبناء كل حارة إلى الجبهات إجباريًا للقتال في صفوفها، مستغلةً المعيشة الصعبة التي تمر به الأسر الفقيرة”.
مضيفًا، اضطرت الأسر إلى إرسال أبنائهم للمعسكرات التابعة للمليشيات والقتال في صفوفهم، مقابل الحصول على أرقام عسكرية ورواتب شهرية.
تجنيد الأطفال
أعلن قيادي بارز في جماعة الحوثيين، “إن القيادة لا تعتبر من فوق السن العاشرة أنهم اطفالًا، بل أنهم قادرون على حمل السلاح و التدريبات العسكرية و القتال في الجبهات لمواجهة العدوان الخارجي حد قولة.
وقال مصدر تربوي، “إن المليشيات عملت على تجنيد طلاب المدارس في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها خلال فترة الهدنة، دون النظر إلي فارق العمر، أو الإلتزام باتفاق الهدنة”.
وذكر المصدر إن “عملية التجنيد تأتي بعد إخضاع الطلبة إجباريًا بالإلتحاق بالمراكز الصيفية والدورات الثقافية، والتي ينضمها ويشرف عليها قيادات رفيعة من الحوثيين، وإصدار أوامر بعدم تدخل إدارة المدارس والمعلمين بتلك الدورات”.
مضيفًا، “المليشيات تنقل كل الطلبة، الذين تلقوا الدورات في المراكز إلى معقلهم الرئيسي في محافظة صعدة شمال اليمن، لتلقيهم دوارات قتالية و كذلك دورات ثقافية، تهدف إلى غرس ايدولوجياتهم الفكرية المحشوة بالعنصرية والقتال والولاء المطلق للسيد عبد الملك الحوثي.
وبحسب حديث حقوق الإنسان واللاجئين، “أن المليشيات الحوثية أجبرت الأهالي في مناطق سيطرتها بإرسال أبنائهم إلى المراكز الصيفية، وبعدها تقدم المليشيات تجنيدهم والزج بهم إلى الجبهات، ومن ثم إعادتهم لأهاليهم جثثا هامدة.
كما أعلن الحوثيين تجنيد ما يزيد عن 3000 عنصرًا بعد تلقيهم دورات ثقافية و قتالية، وهم في كامل الإستعداد لرفد بهم إلى جبهات القتال و تأتي عملية التجنيد هذه خلال فترة الهدنة الأممية.
وقالت منظمة “ميون” المحلية إن “الحوثيين جندت أكثر ّمن “2000” طفال في مناطق سيطرتها خلال شهرين من الهدنة المعلنة.
مؤكدة، إن المليشيات استغلت بما يعرف بالمراكز الصيفية لتجنيد الأطفال، ما يدلل على عدم التزام المليشيات في الخطة الموقعة مع الأمم المتحدة بتسليم جميع بيانات الأطفال و إخراجهم من دائرة الحرب، بل أقدمت في شهر يوليو في إجبار معظم طلبة المدارس الإلتحاق بالمراكز الصيفية في العاصمة صنعاء.
قدوم خبراء إيرانيين إلى اليمن
قالت مصادر عسكرية في الحكومة اليمنية، إن المليشيات الحوثية تستقبل خبراء عسكريين وتقنيين من قوات الحرس الثوري الإيراني، بمطار صنعاء في ظل سريان الهدنة.
مستغربًا في الوقت ذاته، عن الصمت المطبق للأمم المتحدة إزاء التحركات التي تقوم بها مليشيات الحوثي في إستقطاب خبراء إيرانيين وخروقهم للهدنة بالهجوم على مواقع الجيش الوطني، وإستقبالهم لشاحنات من الأسلحة الإيرانية.
ويشير المصدر، إن المليشيات الحوثية استقدمت الخبراء الإيرانيين لتدريب عناصرها على القتال وزرع فيهم الفكر الإيراني، وكيفية تنفيذ عملية القمع للمعارضين للفكر الحوثي، وتأهيل الجهاز الاستخباراتي، وكيفية إستخدام التقنيات الإتصالية في المراقبة والتجسس.
مضيفًا إن المليشيات الحوثية، أرسلت ما يزيد عن 350 عنصرًا من مقاتليها إلى طهران ليتلقوا تدريبات على يد خبراء من الحرس الثوري، في مهام إطلاق المسيرات وإستهداف السفن البحرية وتطوير الخبرات في مجال صناعة العبوات الناسفة والألغام بأشكالها المختلفة، وكذلك تدريبهم على حرب العصابات.
تحشيد عروض عسكرية
نشر الإعلام الحربي التابع للمليشيات فيديوهات لعروض عسكرية لعناصرها، وحشودٍ لمجاميع مقاتلة في عدد من مديريات العاصمة صنعاء.
وفي وقت ذاته تداول في مواقع التواصل الإجتماعي فيديوهات لعروض عسكرية للحوثيين، في محافظة تعز والحديدة وذمار وغيرها من المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين ،في ظل سريان الهدنة الأممية.
وقالت مصادر عسكرية متطابقة ،إن المليشيات الحوثية شنت حملات جديدة من التجنيد الإجباري، وحشد عناصرها إلى جبهات القتال، واستحداث مواقع جديدة، وشن هجمات على مواقع الجيش الوطني للحكومة اليمنية.
مؤكدًا إن المليشيات الحوثية صعدت من عمليات حشد الآليات و العناصر والعتاد، ورفد مختلف الجبهات بالمئات من مقاتليها الجدد إلى جبهات تعز و مأرب و الساحل الغربي، في الربع الأخير من عمر الهدنة الأممية.
وصرح الرئيس في حكومة المليشيات مهدي المشاط المنتحل رتبة مشير، إن قواته العسكرية البرية قادرة على تغير مسار الحرب، ويضيف إن قواته البحرية ايضًا قادرة في إستهداف السفن البحرية.
من جانب أخر قالت البعثة التي يقودها الجنرال الآيرلندي مايكل يبري، إنها تراقب الوضع في اليمن عن كثب، وتناشد الحوثيين بالالتزام بالقوانين والهدنة الأممية.
وفي سياق متصل، حذرت البعثة الأممية بتغريدتين، من إستمرار المليشيات الحوثية في عروضها العسكرية، معربًا عن قلقها إزاء التحشيد، والتجنيد الإجباري في ظل الهدنة الأممية.
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإيرياني، عبر حسابه في تويتر، “إن المليشيات الحوثية تمثل خطر يهدد الملاحة الإقليمية والدولية، بعد الاستعراض العسكري الذي أقامته بمدينة الحديدة، بالصواريخ والألغام البحرية”. ويرجح، إنها إيرانية الصنع، يدلل بعدم التزام الحوثيين بالهدنة الأممية والمواثيق الدولية، معتبرًا ذالك الاستعراض تهديدًا للملاحة الدولية، والسلام العالمي.
ويضيف إن، “عملية تدفق الأسلحة مختلفة الأشكال، و الخبراء العسكرين الإيرانيين عبر ميناء الحديدة يمثل خرقًا مكتمل الأركان للهدنة الأممية”، منوهًا إن المليشيات استغلت الهدنة الأممية لترتيب صفوفها و وضعها عسكريًا من خلال الحشد والتدريب، واستقبالها لخبراء عسكريين من الحرس الثوري.
محذرًا المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، والأمم المتحدة، من خطر المليشيات على التجارة العالمية، والضغط على الحوثيين بالألتزام بالهدنة المخروقة، والأشراف على ميناء الحديدة لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية إلي المليشيات.