تقاريرغير مصنفقوسtvمجتمع
أخر الأخبار

تحويل مدرسة القادسية إلى بؤرة استيطانية

تحويل مدرسة القادسية إلى بؤرة استيطانية

هاجر نصر ـ القاهرة / مصر

تعتبر مدرسة القادسية او كما اطلقت عليها البلدية اسم خليل السكاكيني معلما من معالم البلدة القديمة ، فلقد كانت تحمل اسم “المدرسة الميمونة” مما يوضح ان لها تاريخا عريقا .

وتقع المدرسة المعروفة باسم مدرسة القادسية للبنين تقع في “عقبة القادسية” بحارة السعدية المفضية الى المسجد الأقصى، وتم تغيير اسمها لتحمل اسم المؤرخ الفلسطيني خليل السكاكيني للبنات، وقد تخرج منها آلاف الطلاب الفلسطينيين.

بنيت المدرسة منذ 120 عاما، وتضم طاقما تربويا متكاملا مكون من 35 موظفا يواجهون مصيرا مجهولا بفعل قرار الاحتلال الخطير و تشمل 28 غرفة صفية- لبلدية الاحتلال كإجراء أولي لتحويله لأذرع الاستيطان لخدمة مشاريع أسرلة وتهويد المدينة المقدسة.

بنيت أواخر القرن التاسع عشر وأدارها الانتداب البريطاني، ومن ثم الحكم الأردني، ومنذ الاحتلال “الاسرائيلي” للقدس استولت عليها وزارة “المعارف الاسرائيلية” لتستكمل مسيرتها التعليمية، والآن سيتم تسليم المبنى لبلدية الاحتلال، وإنهاء دورها التعليمي بعدما رفع اسم المدرسة من تسجيل الطالبات للعام الدراسي بوزارة المعارف، فيما تكمن الخشية في تسليم المبنى لأذرع الاستيطان كجزء من الخطة الكاملة لتهويد القدس.

لم تتوقف محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلية عن استهداف التعليم في مدينة القدس عبر إجراءات متعددة ومختلفة منها تحريف وتغيير المناهج التعليمية الفلسطينية، وفرض نظيرتها الإسرائيلية، فضلًا عن منع تشييد المدارس وإخلاء عدد منها.

ويعيش الشارع المقدسي حالة غليان بسبب قرار بلدية القدس وهو اغلاق بعض المدارس وتحويلها لبؤر استيطانية مختلفة في اطار تهويد القدس ، وخاصة البلدة القديمة، ورغم محاولة بلدية القدس التخفيف من حدة هذا الغليان بإعادة أسماء المدارس الى قائمة المدارس ، إلا أن قرار اغلاقها لم يتم الغاءه ، فلقد قالت مصادر مختلفة أن طالبات المدرسة سيتم توزيعها على بعض المدارس من بينها المدرسة المولوية القريبة والتي تنتظر دورها بإغلاقها ، وكذلك الحال بالنسبة لمدرسة القدس للبنين التي تم الإعلان عن اغلاقها .

تُخطّط بلدية الاحتلال هذه المرة لدمج مدرستي المولوية والعمرية بالبلدة القديمة بمدرسة واحدة، وإفراغ مدرسة القادسية لإفساح المجال لاستيطانها من المستوطنين.

واعتصم يوم السبت الماضي، أهالي ولجنة أولياء الأمور في العمرية والمولوية احتجاجًا على قرار البلدية دمج المدرستين وتفريغ “القادسية”.

وأعرب المحتجون عن رفضهم القاطع لهذا القرار الجائر، الذي يهدف إلى تفريغ مدرسة القادسية للسيطرة عليها، بعد دمج طالباتها بمدرستي المولوية والعمرية .

من الوقفة الاحتجاجية التي نظمها أولياء الأمور رفضاً لتوجهات بلدية الاحتلال لفت الإنتباه أن بلدية الاحتلال تهدف إلى تفريغ مدرسة القادسية التاريخية من طلابها، تمهيداً لإغلاقها والاستيلاء عليها لتحويلها فيما بعد إلى بؤرة استيطانية بعد دمج طالباتها بمدرستي العمرية والميلوية.

هذا المخطط الذي تحاول بلدية الاحتلال فرضه على المدارس في القدس العتيقة، يعتبره المقدسيون “خطيراً جداً” ويشكل مساساً بالعملية التعليمية، واستهدافاً للعادات والتقاليد التي ترعرع عليها سكان القدس، إذ يهدف المخطط إلى دمج الشبان والشابات في هذه المدارس، ما أثار حفيظة أهالي الطلاب رفضاً لمحاولة فرض الاحتلال هذا الوضع عليهم.

يستهدف الاحتلال الإسرائيلي المدارس التي تتميز بتاريخها العريق، الذي يمتد لمئات السنين، حيث تخرج منها عشرات الآلاف من المقدسيين، وتمتاز بمواقعها “الحساسة”، كمدرسة العمرية المطلة على المسجد الأقصى المبارك، ومدرسة الميلوية الواقعة في قلب الحي الإسلامي في القدس العتيقة.

فيما تبعد مدرسة القادسية التي تواجه خطر الإغلاق لتحويلها إلى بؤرة استيطانية عشرات الأمتار عن المسجد الأقصى المبارك.

و لم يترك الاحتلال الإسرائيلي أي وسيلة إلا وانتهجها في استهداف العملية التعليمية في القدس المحتلة، سواء بحربه على المناهج الفلسطينية والتضييق على الطلاب، أو الانقضاض على المدارس الوقفية وإغلاق مكتب مديرية التربية والتعليم وغيرها من الضغوطات التي تستهدف الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى