تركيا تعرض الوساطة بشأن محطة زاباروجيا وروسيا تعلن إفشال عملية إنزال جديدة للقوات الأوكرانية بمحيط المحطة
أحمد الضاهر – سوريا
طرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الوساطة بين موسكو وكييف بشأن محطة زاباروجيا النووية، وفي الوقت نفسه تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عما أسماها “ضربة حاسمة”تخطط لها روسيا في حرب الطاقة على أوروبا,
وصرحت الرئاسة التركية أن أردوغان عرض في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وساطة تركية بشأن الأحداث في محطة زاباروجيا النووية.
وقال الرئيس التركي إن تركيا يمكنها أن تكون عاملا “ميسرا” بشأن مسألة محطة زاباروجيا، على إثر دورها في اتفاقية الحبوب.
من ناحيته، تحدث الكرملين أن أردوغان أكد على دور روسيا الهادف في تنظيم زيارة بعثة الوكالة الدولية لزاباروجيا، وتابع أن بوتين وأردوغان تباحثا سير تنفيذ اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا.
وناقش بوتين وأردوغان أيضا -حسب الكرملين- تعزيز العلاقات التجارية وتطوير المشروعات الإستراتيجية في مجال الطاقة.
وكان عرض أردوغان للوساطة قد جاء قبل ساعات من إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن محطة زاباروجيا قٌطِعت عن آخر خطّ كان لا يزال يربطها بالشبكة الكهربائية الأوكرانية، وأصبحت الآن تعتمد على خط الاحتياط
و اشتداد القلق في الأسابيع الأخيرة بسبب قصف طال المنطقة التي تضم محطة زاباروجيا، أكبر منشأة نووية في أوروبا.
ضربة حاسمة
ومع تزايد التوتر بين موسكو وأوروبا بشأن الغاز، إدعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا تشن حرب طاقة، طالباً المزيد من الوحدة في أوروبا.
وصرح زيلينسكي -في رسالته اليومية عبر الفيديو- إن “روسيا تسعى في هذه الأيام زيادة الضغط على أوروبا فيما يتعلق بالطاقة، لقد توقف ضخ الغاز عبر نورد ستريم تماما”. حيث تريد روسيا تدمير الحياة اليومية لكل أوروبي، في جميع دول قارتنا.
وقال أن هدف روسيا هو إضعاف دول أوروبا وتخويفها، وأنها تستغل الطاقة كسلاح إلى جانب الدبابات والصواريخ، وأن روسيا تعد “ضربة حاسمة” في الشتاء المقبل في مجال الطاقة، وأنه لن يستطيع المساعدة في مكافحة هذا إلا بمستوى أكبر من الترابط.
وبخصوص التطورات الميدانية للحرب، رأى زيلينسكي أن مساعدة أوكرانيا في قطاع الدفاع الجوي تعد الطريقة الأكثر واقعية ووضوحا لحماية الناس مما اسماه “بالإرهاب الروسي”.
وصرح إن أوكرانيا تعمل كل ما في وسعها لحماية أجوائها بالكامل من الصواريخ والطائرات الروسية، مشيدا بإنجاز سلاح الجو الأوكراني.
وتابع الرئيس الأوكراني القول أنه يجب أن يخاف المجتمع الدولي من ضعف أوكرانيا، لأن روسيا ستستمر في التقدم نحو بولندا ودول البلطيق.
وحظيت أوكرانيا على أسلحة متطورة من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، بينها منظومات “هيمارس” الأميركية ومدافع هاوتزر البعيدة المدى وطائرات مسيرة، لكن كييف تقول إنها بحاجة للمزيد من الدعم العسكري لقلب الأوضاع لصالحها.
وفي هذا سياق ، أعلنت رئاسة الأركان الأوكرانية أن خسائر الجيش الروسي تجاوزت 49 ألف عسكري منذ بدء الحرب .
وصرحت رئاسة الأركان -في بيان لها السبت- إلى أن القوات الروسية خسرت 350 عسكريا خلال الـ24 ساعة الأخيرة، معظمهم في دونيتسك وكريفوريسكي.
وألفتت أنه تم تحييد 49 ألفا و50 عسكريا روسيا في الفترة بين 24 فبراير/شباط و3 سبتمبر/أيلول.
وفي المستجدات الميدانية، هزّت 8 انفجارات منطقة نهر خيرسون (جنوبا)، وذلك بعد يوم من قصف أوكراني جديد استهدف المنطقة التي تحتلها القوات الروسية منذ بداية الحرب التي اندلعت في 24 فبراير/شباط الماضي .
ومن جانبه، أفاد عمدة مدينة ميلتوبول الواقعة في مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق) بأن 5 انفجارات هزت مطار المدينة الواقع بدوره تحت السيطرة الروسية.
وبثت وسائل إعلام أوكرانية مقطع فيديو يظهر أعمدة الدخان وهي تتصاعد من مبنى المطار.
ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أسقطت طائرتين أوكرانيتين من طراز “سو-25” (Su-25) في منطقة خيرسون.
كما وصرحت صد محاولة إنزال جديدة للقوات الأوكرانية في محيط محطة زابوروجيا ليلة الجمعة إلى السبت.
وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن القوات الروسية تمكنت من تدمير 20 زورقا مهاجما، وقتلِ أكثر من 40 جنديا أوكرانيا. ومنذ أسابيع، تشن القوات الأوكرانية هجوما مضادا في خيرسون، وأعلنت قبل أيام أنها اخترقت الدفاعات الروسية بالمنطقة، وهو ما نفته موسكو.