تقاريرغير مصنف
أخر الأخبار

جبايات باسم النبي.. الحوثيون يثقلون كاهل اليمنيين بالإتاوات في ذكرى “المولد النبوي”

زياد ثابت _ اليمن

في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي تمر بها اليمن وتدني مستوى الدخل والحالة المعيشية الكارثية، والتي صنّفتها الأمم المتحدة على أنها “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، لا يتردد الحوثيون من إنتزاع الرمق الأخير من حياة اليمنيين بصور جبايات مغلظة تفرضها على ساكني المناطق الواقعة تحت سيطرتها، بذريعة إحياء المولد النبوي.

وقالت مصادر مطلعة، إن المليشيات الحوثية أصدرت تعميمًا لكل مسؤولين المناطق والذين يعرفون ب(عقال الحارات ) بإبلاغ المواطنيين بدفع مبلغ 3000 ريال يمني، بما يعادل 6 دولارات عن كل أسرة، وذلك لتجهيز الاحتفال بالمولد النبوى.

وأكد أحد المصادر أن المليشيات لا تنتهي من موسم جمع الجبايات حتى يبدأ الأخر، مما جعل رجال الأعمال والقطاع الخاص والشريكات تغادر من المناطق التي تحت سيطرتها بعد أفلاسها كليا، أو إسقاطها في مستنقع الخسائر الفادحة.

وأضاف أن المليشيات الحوثية أطلقت تبرعات تحت مسمى (قافلة الرسول) لدعم مقاتليها في مختلف الجبهات، حيث كانت مديرية سحار التابعة لمحافظة صعدة شرق اليمن أول المديريات التي نظم بها الحوثي الفعالية، لجمع الأموال نقدًا او عينًا.

وقال محمد علي اسم مستعار لأحد أعيان محافظة صعدة، إن “الحوثيون أصدروا الأوامر لمقاتليهم بتحصيل التبرعات ورفد جبهات القتال بالمال والمقاتلين، وإذا تخلف أي مواطن عن دفع الجبايات يتم إعتقالة والزج به في السجن ومصادرة كل أملاكه”

فيما يروي أحد التجار في محافظة صعدة، أن المليشيات الحوثية تسببت في إنهيار وتدهور التجارة، وذلك من خلال فرض جمارك باهضة عليهم والاستمرار في إجبارهم على دفع مبالغ مالية لدعم احتفالاتهم، مما جعل حياة المواطنين تزداد سواء وتتفاقم معيشتهم في ضل إرتفاع اسعار السلع وذلك لتعوض ما خسرته من تبرعات.

لم تتوقف المليشيات في فرض الجبايات بسعر محدود بل شرعت هذا العام بمضاعفاتها، حيث تزيد الميليشيات زيادة عدد ونوع الفعاليات الاحتفالية وتوسيعها، كنوع من استعراض الحوثيون للقوة والشعبية، استتباعاً لما نفذته من عروض عسكرية مؤخراً.

ويذكر المصدر، أن “التبرعات لا تقتصر على التجار ورجال الأعمال بل توسعت إلى فرض رسوم مالية على الأهالي، وذلك من خلال مساعدة عقال الحارات ومشرفي المربعات التابعين للحوثيون”.

من جانب أخر قال احد الموظفين في القطاع التربوي، إن المليشيات أجبرت المدارس الخاصة على التبرع بمبلغ 50 الف ريال في كل مناسبة تفتعلها، والزامها بتخصيص مقاعد مجانية لمقاتليها، ما جعل المدارس الخاصة تواجه أعباء كبيرة.

ويشير الصحفي الاقتصادي عبد القادر المقطري إلى أن “قيادات المليشيات تتوسع سنوياً في تنفيذ خطة الجباية السنوية الشاملة، باسم الاحتفال بالمولد النبوي على مختلف المستويات، حيث تعد الجباية باسم المولد النبوي أوسع وأكبر عملية تحصيل أموال وتبرعات نقدية وعينية تنفذها المليشيات، بحكم أنها تستهدف بها جميع المقيمين في مناطق سيطرتها.

وطبقا لما نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” نقلا عن المقطري، فإن “هذه الخطة التي وضعها القيادي محمد علي الحوثي باسم المولد النبوي، شاملة وعامة، بعكس الجبايات التي تستهدف قطاعات محددة؛ وأن المليشيات تخصم لصالح هذه المناسبة من رواتب موظفي الدولة الذين يتقاضون نصف راتب كل 6 أشهر، بعد أن تعمدت إيقاف رواتبهم منذ أعوام”.

ولفت إلى أن حملة الجباية باسم الاحتفال بالمولد “تعدّ من أهم مصادر إيرادات المليشيات، ويتنافس القادة الحوثيون خلالها على إثبات جدارتهم وقدراتهم في جمع الأموال لإرضاء القادة الأعلى منهم، والاستفادة منها للإثراء الشخصي، إما كمكافآت أو بالاختلاس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى