تقاريرحوادثسياسة
أخر الأخبار

حجب السلطات الإيرانية لمواقع التواصل الاجتماعي بعد أيام من الاحتجاجات 

خلود رشاد-القاهرة/مصر

حجبت اليوم الخميس السلطات الإيرانية الوصول إلى تطبيقي “إنستغرام” و”واتساب”،  بعد ستة أيام من الاحتجاجات على وفاة شابة أوقفتها شرطة الأخلاق، قتل فيها 17 شخصا على الأقل، بحسب وسيلة إعلام رسمية، فيما أعلنت واشنطن عن فرض عقوبات على هذه الوحدة من الشرطة.

وربما الحصيلة قد تكون أعلى,إذ أعلنت منظمة “إيران هيومن رايتس”، غير الحكومية المعارضة في أوسلو، أن 31 شخصا قتلوا في التظاهرات.

أشعل وفاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاما، إدانة شديدة في جميع أنحاء العالم، حيث نددت المنظمات غير الحكومية الدولية بالقمع “الوحشي” للتظاهرات. ومن على منبر الأمم المتحدة، الأربعاء الماضي ، عبر الرئيس الأميركي جو بايدن عن تضامنه مع “نساء إيران الشجاعات”.

وأعلنت واشنطن، الخميس، فرض عقوبات اقتصادية على شرطة الأخلاق الإيرانية والعديد من المسؤولين الأمنيين لممارستهم “العنف في حق المتظاهرين”، وكذلك على خلفية وفاة الشابة أميني.

بينما أعلنت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، في بيان، أن هذه العقوبات تستهدف “شرطة الأخلاق الإيرانية وكبار المسؤولين الأمنيين الإيرانيين المسؤولين عن هذا القمع”، و”تثبت الالتزام الواضح لإدارة بايدن-هاريس لجهة الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق النساء في إيران والعالم”.

أوقفت الشابة المتحدرة من محافظة كردستان بشمال غرب إيران في 13 سبتمبر في طهران من قبل شرطة الأخلاق، بسبب ارتداء “ملابس غير محتشمة”. وتوفيت في 16 سبتمبر في المستشفى.

وبحسب اقوال ناشطين، فقد تلقت ضربة قاتلة على رأسها، لكن المسؤولين الإيرانيين نفوا ذلك وأعلنوا ع. فتح تحقيق.

و اندلعت التظاهرات فور إعلان وفاتها. ومنذ ذلك الحين، شملت 15 مدينة، وصولا إلى مدينة قم الشيعية المقدسة في جنوب غرب طهران، مسقط رأس المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

ووفقا  لاخر حصيلة نشرها التلفزيون الرسمي، فإن 17 قتيلا سقطوا منذ اندلاع التظاهرات في إيران، بينهم متظاهرون وشرطيون.

وفي هذا السياق، قال مدير منظمة “إيران هيومن رايتس”، محمود أميري، في بيان، إن “الشعب الإيراني نزل إلى الشارع للنضال من أجل حقوقه الأساسية وكرامته الإنسانية ، والحكومة ترد على هذه التظاهرات السلمية بالرصاص”.

وكشفت “إيران هيومن رايتس” حدوث تظاهرات في أكثر من 30 مدينة، مبدية قلقها حيال “الاعتقالات الجماعية” للمتظاهرين والنشطاء من المجتمع المدني.

بينما نفى المسؤولون الإيرانيون أي ضلوع لهم في سقوط متظاهرين. وندد الحرس الثوري الإيراني، الخميس، “بحرب إعلامية واسعة”، مؤكدا أنها “مؤامرة مصيرها الفشل”.

ونددت منظمة العفو الدولية، بحصول “قمع وحشي” و”الاستخدام غير القانوني لطلقات معدنية والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والعصي لتفريق المتظاهرين”.

ووصفت برلين أن قمع “النساء الشجاعات” في إيران هو “تعرض للإنسانية”.

ومنذ بدء التظاهرات، تباطأت الاتصالات ومنعت السلطات بعد ذلك الوصول إلى “إنستغرام” و”واتساب”.

وكشفت وكالة الأنباء فارس: “بقرار من مسؤولين، لم يعد من الممكن الوصول في إيران إلى إنستغرام منذ مساء الأربعاء، وتعطل أيضا الوصول إلى واتساب”. وأوضحت فارس أن هذا الإجراء اتخذ بسبب “أعمال نفذها مناهضو الثورة ضد الأمن القومي عبر شبكات التواصل الاجتماعي هذه”.

يذكر ان “إنستغرام” و”وتساب” التطبيقين الأكثر استخداما في إيران منذ حجب منصات مثل “يوتيوب” و”فيسبوك” و”تلغرام” و”تويتر” و”تيك توك” في السنوات الماضية. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الإنترنت يخضع لقيود من قبل السلطات.

وأوضح خبراء حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة إن هذا الحجب “يأتي عموما ضمن جهود تهدف إلى خنق حرية التعبير والحد من التظاهرات”.

وخلال تظاهرات في محافظات عدة في إيران، تواجه متظاهرون مع قوات الأمن وأحرقوا آليات للشرطة ورددوا هتافات مناهضة للسلطة، بحسب وسائل إعلام وناشطين. وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع وأوقفت عددا غير محدد من الأشخاص، بحسب وسائل إعلام إيرانية.

واوضح ناشطون إن مواجهات حصلت مساء الأربعاء في مشهد (شمال شرق) بين متظاهرين وقوات الأمن. وفي أصفهان (وسط)، مزق متظاهرون لافتة تظهر صورة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

بينما أظهرت صور متظاهرين يتصدون لقوات الأمن. والصورة الأكثر انتشارا على شبكات التواصل الاجتماعي كانت لنساء يضرمن النار في حجابهن.

وردد متظاهرون في طهران: “لا للحجاب، لا للعمامة، نعم للحرية والمساواة”، ولاقت هذه الهتافات صدى في نيويورك واسطنبول.

وقالت خبيرة التجميل مهتاب، البالغة 22 عاما، التي تضع وشاحاً برتقالياً تظهر منه خصلات من شعرها، لوكالة فرانس برس، في أحد الأحياء الراقية في العاصمة الإيرانية: “أحب وضع هذا الوشاح مثلما يفضل البعض الآخر ارتداء التشادور”، مضيفة: “لكن يجب أن يكون الوشاح خيارا، لا ينبغي أن نُجبر” على وضعه.

في إيران، تجبر النساء على تغطية شعرهن وتمنعهن شرطة الأخلاق من ارتداء المعاطف التي تصل إلى مستوى الركبة والسراويل الضيقة والجينزات المثقوبة والملابس ذات الألوان الزاهية.

وقال ديفيد ريغولي-روز، الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، لوكالة فرانس برس، إن التظاهرات في إيران تشكل “هزة كبيرة جدا”، “إنها أزمة اجتماعية”.

ومن المقرر ان يتم غدا الجمعة، وبدعوة من منظمة حكومية، تظاهرات دعما لوضع الحجاب في مختلف أنحاء إيران، لا سيما أمام جامعة طهران، بعد صلاة الجمعة، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

وصرحت الوكالة: “هذه التظاهرات تهدف إلى إدانة الأعمال غير اللائقة من بعض المرتزقة الذين أحرقوا مساجد والعلم المقدس الإيراني ودنسوا حجاب النساء ودمروا أملاكا عامة ومسوا بالأمن”.

وتعد تظاهرات الأيام الماضية هي من بين الأكبر في إيران منذ تظاهرات نوفمبر 2019، التي اندلعت إثر رفع أسعار الوقود في أوج الأزمة الاقتصادية. وامتدت حركة الاحتجاج إلى نحو مئة مدينة التي تم قمعها بقوة. وبلغت الحصيلة الرسمية 230 قتيلا وأكثر من 300 جريح، بحسب منظمة العفو الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى