غير مصنففن و ثقافةقوسtv
أخر الأخبار

حريق الدار السودانية للكتب يثير الغضب

احترقت الدار السودانية للكتب، إحدى أقدم وأعرق المكتبات في السودان على يد قوات يرجح أنها تابعة للدعم السريع، مما أثار موجة من الحزن والغضب على المنصات السودانية.

وكتبت سعاد عبد الرحيم مكاوي ابنة مؤسس الدار، في منشور لها عبر فيسبوك، “حرقوا الدار السودانية للكتب التي أسسها الوالد على مدى عقود، الآن تصلنا الأنباء أن التتر قاموا بحرقها، كنا نحبها ونفخر بها، كان الوالد أيضا يحبها بذل فيها كثيرا من الوقت والجهد”.

وتابعت “أبي أبعث إليك رسالة وأنت بين يدي الله وأقول لك إن ما قمت بتأسيسه في عقود من الجهد والبذل والتفكير قد تم حرقه في لحظات، لقد لطف الله بك إذ لم تكن في هذه الدنيا عندما حدث هذا، وهذا الخراب الشامل لكل مكتبات الخرطوم، نرجو من الله أن يصب علينا الصبر صبا صبا”.

وتفاعل الناشط أمجد فريد بقوله “دمرت المليشيا اليوم الدار السودانية للكتب، 4 طوابق متكدسة بمختلف أنواع العلوم والمعرفة في قلب الخرطوم، تمضي قوات الدعم السريع في تكرار نفس صورة اجتياح المغول لبغداد في العصور الوسطى”.

وقالت الناشطة سماح إبراهيم إن حريق الدار السودانية للكتب من “قبل مليشيا الدعم السريع”، هو أسوأ خبر مر عليها، لأن “الدار عريقة تعود لعام 1969 وبها 4 طوابق كل واحد منها أهم من الآخر، الأول للقرآن الكريم بكل قراءاته وروايته وكتب تفسيره وكتب الكتّاب السودانيين والقواميس والمعاجم، والثاني فيه كتب اللغة العربية والسياسة والكتب الإسلامية وكتب التاريخ، والثالث فيه كتب للناشئة والرابع يحتوي على الكتب العلمية”.

وأضافت “آلاف الكتب انتهت بسبب شخص جاهل قوته كلها في سلاحه، كأن هذه الحرب هدفها الأساسي أن تكسر كل الأعمدة المهمة في الخرطوم وتمسح كل ذكرياتها، لكن الخرطوم حتى لو انتهت سترجع أحسن وأقوى وأجمل وستظل عاصمـة القراءة والثقافة للأبد”.

بدورها، قالت الإعلامية نسرين النمر “مليشيا الدعم السريع تدمر الدار السودانية للكتب أكبر دار عرض بالسودان والمحيط الاقليمي إذ تحوي 3 آلاف عنوان، لصوص الدعم السريع الذين بلا تاريخ يدمرون هوية الأمة بضرب مراكز المعرفة والإشعاع الثقافي وتدمير حضارة الأمة الإنسانية”.

وتفاعل المدون حسن يحيى “بعد قراءة الخبر توقفت عن التصفح لبُرهة من الزمن تذكرت كل لحظة قضيتها في رواق الدار أتفحص الكُتب التي أريد شراءها ولحظات الجدال حول الأسعار حينها يتدخل الراحل عبد الرحيم مكاوي بلطف ويهديني كتابا من اختياره وذوقه وأصبحت بيننا معرفة سطحية نتناقش عن الأحداث العابرة ويحكي لي قصصه مع العلامة عبد الله الطيب وغيره من الأفذاذ في بلادي”.

وقال الروائي حمور زيادة إنه تجاهل خبر احتراق الدار السودانية للكتب لعدة ساعات طمعا أن يظهر تكذيب، وأضاف “لله الأمر من قبل ومن بعد”، بينما أعتبر القيادي بالكتلة الديمقراطية مبارك أردول ‏حرق الدار السودانية للكتب “حرقا لذاكرة الأمة وجريمة حرب.

وتأسست الدار السودانية للكتب في عام 1969 على يد عبد الرحيم مكاوي (1937-2021) لخدمة الكتاب السوداني والعربي، نشرا وتوزيعا وطباعة، وتم افتتاح معرضها الدائم للكتاب بشارع البلدية بالخرطوم في عام 1983، ليكون أكبر مكتبات السودان كما تقول الدار، كما نشرت الدار أكثر من 300 عنوان، وتضم بمعرضها أكثر من 25 ألف عنوان في مجالات مختلفة، وفق ما أوضح موقع المكتبة الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى