محمدالحطابي – ليشبون / البرتغال
بأدائه الرائع في نهائيات كأس العالم لكرة القدم في قطر، بعث نجم المنتخب المغربي لكرة القدم حكيم زياش أكثر من رسالة مؤكدا صواب ثقة المدرب وليد الركراكي في قيمته ومؤهلاته ودوره الكبير في صفوف “أسود الأطلس” ومطالبة الجماهير بعودته إلى التشكيلة.
دخل الاتحاد المغربي للعبة بقيادة المدرب الركراكي وزياش رهانين صعبين في العرس العالمي، الأول بقراره التضحية بالمدرب البوسني خليلودجيتش رغم قيادته الأسود إلى النهائيات للمرة السادسة في تاريخهم، من أجل تلبية المطالبة الشعبية بعودة زياش الى التشكيلة بعد اعتزاله اللعب دوليا لخلاف مع الأخير، ونجم تشلسي لتأكيد جدارته بالدفاع عن ألوان المنتخب وتفنيد تبريرات خليلودجيتش لاستبعاده، فضلا عن تهميشه في صفوف النادي اللندني.
حتى الآن، برز زياش بشكل لافت وساهم في التعادل الثمين أمام كرواتيا الأربعاء الماضي (صفر-صفر)، واختير أفضل لاعب في المباراة الثانية ضد بلجيكا والتي انتهت بفوز أسود الأطلس بثنائية نظيفة وضعتهم على مشارف الدور ثمن النهائي للمرة الثانية في تاريخهم بعد الاولى عام 1986.
اتهم خليلودجيتش زياش بأنه لا يمكن “الوثوق به ويثير المشاكل (في صفوف المنتخب) ولا يساند زملاءه وينتظر منهم الكرات فقط”، لكن ما قدمه النجم السابق في صفوف أياكس أمستردام يؤكد عكس ذلك ويبعث به برسائل عدة إلى منتقديه.
أشاد به الركراكي في المؤتمر الصحافي عقب الفوز على الشياطين الحمر: “هذا اللاعب مذهل، بعودته عادت الروح إلى صفوف المنتخب الوطني، يقول الكثير من الناس عنه أنه شخص مجنون ولا يمكن إدارته وقيادته مع مجموعة ولا يمكنه مساعدة الفريق، لكن ما لاحظته شخصيا هو أنه عندما تمنحه الحب والثقة يمكنه أن يموت من أجلك”.
وأضاف “هذا ما منحته إليه، وهو رد لي الثقة التي وضعتها فيه وإلى العديد من الجماهير المغربية التي طالبت بعودته إلى صفوف المنتخب”.
وتابع “هو يعرف ذلك جيدا، إنه لاعب مفتاح في التشكيلة مثل سفيان (أمرابط)، وعندما يكون لديك لاعب مثله على أرضية الملعب، على غرار (أشرف) حكيمي و(نصير) مزراوي فيكون لدينا فريق مختلف…”.
لفت زياش الأنظار في الدوحة بلعبه القتالي ومنافسته على جميع الكرات حتى تلك التي يخسرها، وعودته لمساندة زملائه في الدفاع، فضلا عن تمريرات المتقنة سواء القصيرة أو الطويلة ومراوغاته، وهي مؤهلات لم تشفع له ليكون ضمن تشكيلة الأسود في أغلب مباريات الدور الثاني من التصفيات الإفريقية ودورها الثالث الحاسم.
تابع الركراكي “إنه لاعب كبير يلعب في صفوف فريق كبير في أوروبا وكما ترون هو لاعب آخر مع المنتخب المغربي، ما يحتاج إليه هو أن يمنحه المدربون الثقة على أساس أنه نجم، وهو نجم في صفوف المنتخب المغربي” في إشارة إلى مسؤولي نادي تشلسي حيث عانى من قلة دقائق المشاركة في صفوفه بقيادة مدربيه السابق الألماني توماس توخل والحالي غراهام بوتر.
وأردف قائلا “كنت أعرف قبل البطولة العالمية أنه لا يلعب بانتظام في تشلسي وصم مت على ضمه الى صفوف المنتخب. قلة الدقائق في النادي اللندني هي حالة العديد من اللاعبين الدوليين في صفوفه، لكن لاعب مثل حكيم يجب وضعه في أفضل الظروف ليقد م لنا الافضل وهو سعيد بذلك خصوصا وأنه غاب لأكثر من عام ونصف عن المنتخب”.
رسالة أخرى بعث بها زياش عندما أكد عدم أحقيته بجائزة أفضل لاعب في المباراة ضد بلجيكا ومنح “الفضل إلى المجموعة”.
قال في المؤتمر الصحافي: “لا أستحق الفوز بجائزة رجل المباراة. جميع اللاعبين يستحقونها”، مضيفا “قدمنا مباراة قوية. عرفنا كيف ندافع جيدا ونستغل أخطاء الخصم، من خلال الركلات الثابتة أو الهجمات المرتدة”.
وتابع زياش الذي سجل هدفا في الوقت بدل الضائع من الشوط الاول من ركلة حرة جانبية مباشرة ألغي بداعي التسلل على القائد رومان سايس “فوز رائع جدا، ثلاث نقاط مهمة كسبناها اليوم وآمنا بذلك منذ اللحظة الاولى، لم نستسلم ونحن على الطريق الذي نحلم أن نكون به”.