زينب عبد الحليم_القاهرة/ مصر
قامت عصابة إجرامية دولية منظمة باستهداف عملاء البنوك و سرقة الفلل السكنية، و وضع ضحاياها تحت المجهر، حيث استطاعت القيادة العامة لشرطة دبي رصد تحركاتهم وتنقلاتهم داخل الدولة و خارجها بحذر شديد في عملية نوعية أطلق عليها “عملية المجهر”، و ألقت القبض عليهم في مقر سكناهم.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد تحت إشراف الإدارة العامة للتحريات و المباحث الجنائية، أوضحت القيادة العامة لشرطة دبي تفاصيل عملية المجهر.
حيث حضر المؤتمر اللواء “جمال سالم الجلاف” مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، و العميد “محمد عقيل أهلي” نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون البحث والتحري، بالإضافة إلى العقيد “سعيد العيالي” نائب مدير الإدارة العامة للتحريات و المباحث الجنائية لشؤون الإدارة والرقابة، و مساعد المدير العام لشؤون العمليات الجنائية العقيد “سعيد القمزي” و العقيد “عادل الجوكر” مساعد المدير العام لشؤون البحث والتحري، و أخيراً العقيد “عبد الله محمد” مدير إدارة البحث الجنائي وعدد من الضباط والصحفيين.
أوضح اللواء جمال سالم الجلاف عن بدء القضية بعد إستلام شرطة دبي عدد من بلاغات السرقة لفلل سكنية من قِبَل مجهولين، حيث قاموا باستغلال سفر أصحابها إلى خارج الدولة وتمكنوا من كسر أبوابها وسرقة مبالغ مالية ومجوهرات ثمينة.
و أكد الجلاف على تشكيل شرطة دبي لفريق عمل من الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لمتابعة البلاغات والبحث عن باقي أفراد العصابة، واستطاعت بالفعل التوصل إلى 4 أشخاص ينتمون إلى عصابة منظمة متخصصة في عمليات السطو والسرقة من جنسية إحدى دول أمريكا اللاتينية حيث كان دخولهم إلى البلد بهدف السرقة.
كما أشار أنه تبين لفريق العمل أن العصابة غادرت الدولة قبل الإبلاغ عن السرقات، وبمتابعتهم دولياً تبين بأنهم غادروا إلى إحدى الدول في منطقة الشرق الأوسط وبعدها انتقلوا إلى دول مجاورة من خلال الطريق البري.
وقال اللواء الجلاف:” بسبب خبرة رجال التحريات في القيادة العامة لشرطة دبي و من مسيرة عملهم في متابعة تلك العصابات ميدانياً تأكد فريق العمل من أن أفراد العصابة غادروا إلى دول الشرق الأوسط و لم يغادروا إلى موطنهم، وأوضحت عمليات البحث و التحري و جمع الأدلة أن مسألة عودتهم إلى الدولة مجرد وقت وبناءً على ذلك تم وضعهم تحت المجهر تحسباً لعودتهم.
“وتابع:” بعد حوالي شهر رصد فريق العمل أفراد العصابة عن طريق كاميرات برنامج “عيون” أثناء دخولهم إلى الدولة فتم السماح لهم بالدخول لمتابعتهم ومراقبة فرق العمل الميدانية لهم و ذلك للكشف عما إذا كان لديهم أي أشخاص متورطين معهم في تلك البلاغات أو اشخاص يقومون بتقديم الدعم اللوجستي لهم داخل الدولة أو الاستدلال عن مكان إخفائهم للمسروقات في البلاغات السابقة”.مشيراً اللواء الجلاف أن فريق العمل تمكن من متابعة تحركاتهم بعد وضعهم تحت المراقبة على مدار 24 ساعة في كافة الخطوات التي يقومون بتنفيذها، حيث توجهوا إلى محلات لتأجير السيارات، وقاموا بإستئجار سيارة، واستخدموها في التوجه إلى المجمعات السكنية بغرض رصد الفلل وسرقتها، وبعد فترة بسيطة، استبدلوا السيارة بأخرى، وذلك لعدم لفت الانتباه إليهم أثناء تنقلهم، وكانت كافة هذه الخطوات تتم تحت أعين رجال التحريات.
كما أشار اللواء الجلاف أنه بسبب الإجراءات الاحترازية التي وضعتها القيادة العامة لشرطة دبي لم تستطع العصابة هذه المرة بعد قدومهم إلى الدولة من سرقة أي فيلا سكنية، والتي تمثلت في إدارة الحد من الجريمة للحد من تلك الجرائم، واشترطت على المجمعات السكنية وضع الحراسات وكاميرات المراقبة الحديثة و إضاءة المناطق المظلمة وتحفيز المجتمع في الاشتراك في برنامج “أمن المساكن” والذي تشرف عليه أيضاً القيادة العامة لشرطة دبي، وهنا قرر أفراد العصابة نقل نشاطهم نهاراً واستهداف عملاء البنوك، ممن يحملون مبالغ مالية كبيرة.
وأضاف أن العصابة استهدفت أحد عملاء البنوك، وتمكنت من سرقة ما يزيد عن 60 ألف درهم ، بأسلوب إجرامي بخرق إطار سيارة المجني عليه ، فيما قام آخر بسرقة المال من داخل السيارة، ولكن جريمتهم هذه كانت تحت رقابة رجال الشرطة حيث تم ضبطهم، وتحريز المبلغ المالي المسروق من العميل البنكي.ومن خلال التحقيقات، اعترفوا بقيامهم بعدة سرقات داخل عدة دولة زاروها.
دعت القيادة العامة لشرطة دبي، المواطنين والمقيمين للاشتراك في خدمة برنامج “أمن المساكن الذكي” عبر تطبيق شرطة دبي على الهواتف الذكية، وعبر موقع شرطة دبي على شبكة الإنترنت العالمية، وذلك لزيادة الامن و الأمان.
من جانبه أوضح العميد محمد عقيل أهلي نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون البحث والتحري، أن خدمة أمن المساكن هي خدمة أمنية وقائية لحماية منازلهم أثناء قضائهم إجازاتهم داخل أو خارج الدولة أو خلال سفرهم لأي أسباب أخرى لتتم مراقبة المنازل عبر كاميرات المراقبة وأجهزة الاستشعار لتعزيز الأمن والأمان فيها.
ودعا العميد محمد عقيل أهلي، مالكي الفلل السكنية إلى أهمية وضع كاميرات مراقبة في محيط منازلهم لزيادة تعزيز الأمن والأمان فيها، إلى جانب عدم مخالفة قوانين العمل في تشغيل عمالة مخالفة، أو جلب عمال صيانة مخالفة أو أية شركات غير مرخصة أو الاستعانة بالمزارعين الغير مرخصين للإشراف على الحدائق المنزلية أو مُخالفين لقوانين الجنسية والإقامة، مما يزيد من فرص تعرض المنازل للسرقة و ان معظم بلاغات السرقة التي سجلت لدينا كان سببها تلك المخالفات.
أما عن عملاء البنوك، أكد اللواء الجلاف أهمية عدم حمل مبالغ مالية كبيرة من قبل العملاء أثناء خروجهم من البنوك، والاستعانة بسيارات شركات نقل الأموال المُختصة في حال كانت المبالغ كبيرة، إلى جانب ضرورة الحذر الدائم، خاصة في حالة حمل مبالغ مالية والسير بها في الشارع العام، والحذر من محاولة البعض تشتيت انتباههم كما فعلت العصابة بثقب إطار سيارة العميل البنكي.
ودعا اللواء الجلاف أفراد المجتمع للمساهمة في تعزيز الأمن والحد من الجريمة، من خلال الإبلاغ عن التجاوزات غير القانونية عبر خدمة “عين الشرطة” التي توفرها شرطة دبي على تطبيقها الذكي، أو الاتصال بمركز الاتصال 901 أو على رقم الحالات الطارئة 999.