ندا حمدي محمد -القاهرة/مصر
تتقدم المملكة المغربية بخطى ثابتة نحو تكريس دورها الريادي في قطاع تكنولوجيا صناعة الطيران ، مدعومة بموقعها الاستراتيجي المتميز والاستراتيجيات الحكومية في هذا المجال ، والتي تميل إلى جعل المغرب في قلب هذه الصناعة على المستويين الإقليمي والدولي ، من خلال تشجيع الاستثمار الأجنبي في هذا القطاع.
وفي السياق ذاته ، كشفت شركة “برات آند ويتني” الأمريكية المتخصصة في تصميم وتصنيع محركات الطائرات ، في بيان أنها مستعدة لافتتاح فرع لها في الدار البيضاء يحمل اسم “برات آند ويتني” المغرب ، خلال العام الحالي ، على مساحة إجمالية. تقدر مساحتها بـ 130 ألف قدم مربع ، بناءً على البداية الفعلية لتشغيل المنشأة بحلول عام 2025.
وذكر المصدر نفسه ، نقلاً عن ماريا ديلا بوستا ، مديرة فرع الشركة نفسها في كندا ، أن “اختيار المغرب يرجع إلى مكانته المتنامية في هذا المجال ، وتوافر مناخ أعمال جيد ، وموارد بشرية مؤهلة ، بالإضافة إلى الدعم” للحكومة المغربية لهذا النوع من المشاريع “.
وقال الخبير الاقتصادي يوسف الناصري إن “توجه المغرب خلال السنوات العشر الماضية نحو هذا النوع من الصناعة هو خيار استراتيجي أثبتت من خلاله المملكة نجاح الاستراتيجيات التي تبنتها في هذا السياق ، من خلال المناطق الصناعية الحديثة المخصصة للطائرات الشركات المصنعة “.
وأضاف الناصري ، في بيان ، أن “هذه الاستراتيجية هي التي دفعت كبرى الشركات إلى الثقة بالمملكة ، والعامل الأهم في هذه الثقة هو العامل البشري المغربي المؤهل على جميع المستويات ، بما في ذلك المهندسين والفنيين ، بالإضافة إلى بنية تحتية متطورة ومناسبة التي يمتلكها المغرب الآن “.
وتابع المتحدث نفسه ، أن مستقبل هذه الصناعة في المغرب سيكون بالتأكيد مزدهرا ، وهي تشهد الآن تطورات سريعة في اتجاه تكريس دور المملكة الرائد في صناعة الطائرات و أجزائها وسيؤدي احتضان المغرب لأكبر الشركات في هذا القطاع سيؤدي حتما إلى اندفاع الشركات المتوسطة والصغيرة أيضا من أجل الحصول على صفقات مع هذه الشركات في إطار التعاقد.
بيئة ملائمة
من جهته ، قال المحلل الاقتصادي خالد بن علي ، إن “اهتمام الشركات الأجنبية بالاستثمار في المملكة ، وخاصة في صناعة السيارات والطائرات ، يعكس المكانة المتميزة للمغرب وفعالية استراتيجيته في جذب الاستثمار في هذا المجال . “
وفي السياق ذاته ، أشار المتحدث نفسه في بيان له، إلى أن “المغرب راهن من خلال نموذج التنمية الجديد على تشجيع المنتجات المغربية ومشاركة المغرب في هذا النوع من المشاريع”.
وعن فوائد جذب الاستثمار الأجنبي في هذا القطاع للمملكة ، أكد بن علي أن “أي شركة أو مؤسسة تقبل الاستقرار في دولة معينة ستلجأ تلقائياً إلى خلق الاستثمارات وتوفير فرص العمل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. لذا فإن العملية برمتها تعود بالفائدة على جميع الأطراف “.
وخلص المتحدث إلى أن “المتطلبات الجديدة لميثاق الاستثمار الجديد ، بالإضافة إلى ورش اللامركزية الإدارية ثم تنزيل ورش العمل لتبسيط الإجراءات الإدارية ، كلها ورش تجذب وتطمئن الفاعلين الاقتصاديين وتحفيزهم على الاستثمار في المغرب ، وهي يتمتع بالاستقرار السياسي ومناخ الأعمال الجيد ؛ هذا ما يبحث عنه أي مستثمر في العالم “.