لأول مرة بالأردن .. استخدام تقنية النانونايف في علاج الأورام السرطانية

بقلم: سيمون موريس-القاهرة\مصر

شهدت العديد من الدول حول العالم استخدام التقنيات الحديثة و المبتكرة في علاج بعض الأمراض المستعصية لاسيما علاج أمراض السرطان.

وقد حرصت المنطقة العربية على تبني تلك التقنيات الحديثة و الفعالة في علاج أمراض السرطان، وفي ظل هذا التقدم نجح فريق طبي بمركز الحسين للسرطان بالمملكة الأردنية الهاشمية في إجراء أول عملية استئصال ورم كبدي باستخدام تقنية النانونايف، لمريض يبلغ من العمر 65 عاماً.

و للتعرف على آلية عمل تلك التقنية وأهم ما يميزها عن غيرها من التقنيات الأخرى لعلاج أورام الكبد، تشرفنا بإجراء حوار صحفي مع الدكتور “خليل القرارعة”، استشاري الأشعة التداخلية في مركز الحسين للسرطان.

ما هو متوسط عدد العلميات التي تتم بواسطة قسم الأشعة التداخلية بمركز الحسين للسرطان؟
يتم إجراء عمليات الأشعة التداخلية الصغرى والتي تتم بشكل مبسط “minimally invasive procedures” على سبيل المثال العينةBiopsy، الدرنقة drain لحوالي 18:25 حالة باليوم الواحد.
بينما تجرى العلميات الكبرى مثل استئصال الورم الكبدي (liver ablation) واستئصال أورام الرئة(lung ablation) لحالة أو حالتين بالشهر، وهناك عمليات أخرى تتم مرة أو مرتين كل أسبوع مثل عمليات الانصمام الكيميائي (chemoembolization).

هل يستقبل قسم الأشعة التداخلية جميع الفئات العمرية؟
يرحب قسم الأشعة التداخلية بمركز الحسين للسرطان بجميع الفئات العمرية سواء الأطفال أو البالغين، ولكن أغلب حالات المرض الخاصة بالأطفال تكون لوكيميا، لذلك لا تحتاج بنسبة كبيرة إلى تدخل جراحي بواسطة الأشعة التداخلية.

هل يتلقى المرضى العلاج بالمجان أم يتحملوا جزء من النفقات العلاجية؟!
أغلب الحالات في مركز الحسين للسرطان تتم بشكل مجاني، بحيث تصل إلى 90%، بينما يوجد عدد قليل من الحالات الأخرى التي لم يتم التأمين عليها، فهي تتحمل تكاليف العلاج بالكامل.

لقد أجرى مركز الحسين للسرطان أول عملية استئصال ورم كبدي بالكي..فما هي التقنية المستخدمة في إجراء تلك العملية؟!

تعتبر هذه العملية من العمليات الجديدة التي تندرج تحت مسمى irreversible electroporation “عمليات كي الأورام بتوجيه من الأشعة التداخلية”، وهي تنقسم إلى قسمين وهما الاجتثاث الحراريthermal ablation و الاجتثاث غير الحراريnonthermal ablation ، ويقوم النوع الأول برفع درجة حرارة الورم، بمعنى أخر إنه يقوم بالكي عن طريق الحرق مثل تقنية”radiofrequency ablation”، و تقنية “microwave ablation” ، وتقينة “Cryoablation”، والتي تقوم بكي الأورام عن طريق التجميد،
أما بالنسبة للتقنية الجديدة المستخدمة في العملية فهي تقنية irreversible electroporation ، وهي تقنية غير حرارية أي انها لا تقوم برفع درجة حرارة الورم، إنما تعمل على تغيير قطبية الغشاء البلازمي للخلية، وإحداث ثقوب نانوية لتعطيل التوازن الخلوي والقضاء على الخلايا المسرطنة بشكل قطعي حتى تكون غير قادرة على التكيف مع الوضع الذي تعرضت له، بسبب تمزيق الغشاء الخلوي.
وهي عبارة عن توصيل نبضات كهربائية يتم التحكم بعدد وقوة تلك النبضات لتجنب رفع درجة حرارة الورم على عكس التقنيات الأخرى التي ترفع درجة حرارة الورم.

ما الذي يميز هذه التقنية عن غيرها من التقنيات الأخرى؟
إن أهم ما يميز هذه التقنية، هو عدم تأثيرها على المكونات الأساسية للأوردة والشرايين الملاصقة للورم، فقد جاءت هذه التقنية خصيصاً لمعالجة أورام الكبد و البنكرياس التي يصعب استخدام التقنيات الأخرى عليها.

هل تمنع هذه التقنية احتمالية عودة المرض مرة أخرى؟!
بنسبة كبيرة هناك احتمال لعودة الورم مرة أخرى، وهذا يرجع إلى أسباب جينية أو الأورام المتأصلة من الكبد، أو وجود درجات من تشمع الكبد، لذلك فإن احتمالية تكوين مرض كبدي أصيل على مدار 5 سنوات يكون بنسبة 70:90 %، لذلك نحرص على المتابعة المستمرة لمثل هؤلاء المرضى، للتأكد من عدم تكوين أي أورام أخرى، و إذا حدث هذا الشيء يتم التدخل بواسطة تقنية microwave ablation للقضاء على ورم الكبد.

هل يمكن استخدام تلك التقنية على جميع أنواع الأورام؟!
يفضل استخدام هذه التقنية على الأورام التي يتراوح حجمها ما بين 3 سم، لتحقيق نسبة نجاح عالية، بينما تقل نسبة نجاح العملية في حالة تم استخدامها على ورم حجمه أكبر من 3 سم.

هل تستخدم هذه التقنية على أجزاء أخرى بالجسم؟

يمكن استعمال هذه التقنية لأورام الكبد والبنكرياس و حديثاً تم استخدامها لعلاج أورام البروستاتا، خصوصاً الأعضاء التي تكون ملاصقة للأوردة والشرايين الملاصقة للورم، وفي هذه الحالات لا يمكن استخدام التقنيات الأخرى التي ترفع درجة حرارة الورم.

ما هي نسبة نجاح العمليات التي تتم بواسطة تلك التقنية؟!
تصل نسبة نجاح العملية إلى 85% في حالة كان الورم حجمه 3سم، و يصعب جداً استخدمها إذا كان حجم الورم أكبر من هذه النسبة المحددة، فيما تحقق التقنيات الأخرى التي تعمل على رفع درجة حرارة الورم نسبة نجاح أعلى تصل إلى 89% ولكن لا يمكن استخدامها في حالة كان الورم ملاصق لوريد أو شريان رئيسي.

هل يمكن حدوث مضاعفات نتيجة استخدام هذه التقنية؟!
تحدث مضاعفات مثلما يحدث نتيجة إجراء أي عملية أخرى، مثل حدوث نزيف و لكن بنسبة ضئيلة جداً أو الآلام بمنطقة العملية، و يعتبر المضعف الوحيد الخاص بهذه العملية بالتحديد هو عدم انتظام نبضات القلب، ولكن يتم السيطرة عليها بواسطة الوسائل الطبية لتجنب حدوث خلل في نبضات القلب، و يفضل عدم استعمال هذه التقنية مع مرضى القلب.

كم تبلغ تكلفة هذه العملية؟!
مبدئياً تكلفة هذه العملية تكون أقل من الدول الأخرى، وهذا لأن مركز الحسين للسرطان هو مؤسسة غير هادفة للربح، لذلك يعمل المركز على تخفيف أعباء التكاليف الخاصة بمثل هذه العمليات.

هل تم استخدام مثل هذه التقنية في الدول الأخرى؟!

نعم تم استخدامها في دول أوروبية مثل لندن، ولكن بتكلفة أعلى من تكلفة مركز الحسين للسرطان.

ما هي الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث سرطان الكبد؟!
يحدث سرطان الكبد بسبب وجود تليف لذلك من الضروري معالجة هذا التليف لتجنب حدوث أورام، إضافة إلى الإكثار من الكحوليات يمكن أن يسبب سرطان بالكبد، و حصوات المرارة و الأمراض الجينية و الفيروسات مثل فيروس C ,A، حيث تحدث أغلب الأمراض السرطانية في الدول العربية بسبب الفيروسات التي تصيب الكبد.

هل هناك تقنيات أخرى جديدة يعمل المركز على اعتمادها ضمن أساليب العلاج؟!
دائما يسعى مركز الحسين للسرطان إلى استقطاب كل ما هو جديد وكل ما توصل إليه العلم من تقنيات لعلاج السرطان، و تدريب جميع الكوادر الطبية على أحدث التقنيات سواء بالمملكة الأردنية أو بالدول الأوروبية مثل لندن و أمريكا و هولندا، وهذا أدى إلى تعدد الخبرات في قسم الأشعة التداخلية ، وتطوير جميع التقنيات للمساهمة في رفع نسب الشفاء.