هاجر نصر ـ القاهرة/مصر
أدانت الجبهةُ الشعبيّةُ لتحرير فلسطين، مشاركةَ السلطة في لقاء العقبة الذي يُعقد في الأردن اليوم الأحد.
وأكّدت الجبهةُ الشعبيّةُ لتحرير فلسطين أنّ الاجتماع مع “الاحتلال وداعميهم الأمريكيين، في وقتٍ يصعّد فيه الاحتلال مجازره ضد أبناء شعبنا، ما هو إلّا غطاءٌ سياسيٌّ لهذه المجازر، ومحاولةٌ لنقل التناقض إلى الدّاخل الفلسطيني، من خلال الضّغط على السلطة؛ بهدف اتّخاذ الإجراءات الأمنيّة لوقف تصاعد المقاومة وتوفير الأمن للاحتلال و مستوطنة”.
انطلق “لقاء العقبة الأمني” يوم الأحد عند الـ 10صباحا بمشاركة وفد من الرئاسة الفلسطينية، ومسؤولين من الحكومة الإسرائيلية، بإشراف وفود من أميركا ومصر وتنسيق أردني ، وتستهدف القمة الاتفاق على ترتيبات أمنية لوقف التوتر الميداني لاسيما قبل حلول شهر رمضان الشهر المقبل.
وجاء انعقاد هذه القمة، عقب تقارير أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية الأسبوع الماضي بشأن تفاهمات تم التوصل إليها بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بوساطة أمريكية، تقضي التراجع عن طرح مشروع قرار في مجلس الأمن يدين الاستيطان، مقابل تعليق مخططات التوسع الاستيطاني وهدم منازل الفلسطينيين وتهدئة الأوضاع الميدانية.
وسيناقش اللقاء الأمني المتوقع أن ينتهي عند الـ5 مساء، عدد من الملفات السياسية والأمنية والعسكرية.
اعتبرت الفصائل والقوى والفعاليات الوطنية والشعبية في جنين بالضفة الغربية أن هذا اللقاء لا يصب في مصلحة شعبنا، بل يمثل خدمة مجانية للاحتلال الصهيوني المجرم، الذي لا يتوقف عن العدوان على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
واعتبرت أن مشاركة السلطة الفلسطينية في هذا اللقاء تأتي في اتجاه معاكس للإجماع الوطني الرافض لهذا اللقاء والمطالب بإلغائه، فإلغاء هذا اللقاء هو أضعف قرار يمكن أن تتخذه السلطة كردٍ على جرائم حكومة الاحتلال وجيشها الارهابي، بحق شعبنا.
ودانت الفصائل، بشدة عقد اللقاء السياسي و الأمني الهادف إلى توفير مزيد من الفرص التي تشجع الاحتلال على الامعان في ارتكاب الجرائم، بما فيها جرائم التضييق على الأسرى والأسيرات وفرض العقوبات عليهم، وسن القوانين الاحتلالية الجائرة بحقهم.
ويشارك عن الطرف الفلسطيني، حسين الشيخ أمين سر تنفيذية المنظمة، وماجد فرج مدير مخابات السلطة، ونبيل أبو ردينة وزير الإعلان والناطق الرسمي باسم الرئاسة/ ومجدي الخالدي مستشار الرئيس محمود عباس.
أن الوفد الفلسطيني المشارك في الاجتماع الخماسي نقلته طائرة عسكرية أردنية من رام الله إلى العقبة .
إن الوفد الفلسطيني جري مباحثات مع مسؤولين أردنيين ومصريين يوم الجمعة، كما شارك الوفد نفسه أمس في قمة العقبة التي تضم المملكة الأردنية ومصر وإسرائيل والولايات المتحدة إضافة الى السلطة الفلسطينية، إن الاتفاق على عقد القمة جاء في إطار الجهود التي تستهدف لوقف التصعيد في الضفة الغربية والقدس الشرقية وتثبيت التفاهمات بين الجانب الفلسطيني وإسرائيل.
ويشارك عن والوفد الإسرائيلي، مستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي، رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار، ومدير عام وزارة الخارجية رونين ليفي، ومنسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، غسان عليان، ورئيس الشعبة السياسية الأمنية بوزارة الأمن درور شالوم.
ويشارك من الجانب الأميركي،مستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط بيرت ماكغرك، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف.
ومن الجانب الأردني، حضر قمة العقبة الأمنية، وزير الخارجية أيمن الصفدي، ورئيس المخابرات أحمد حسني، أما الجانب المصري فيحضر رئيس المخابرات عباس كامل.
إن اجتماع العقبة الذي تشارك فيه السلطة الفلسطينية بوفد قيادي ،يشكل مساراً أمنياً، ترعاه الولايات المتحدة الأميركية، بموجب جدول أعمال أميركي ـ إسرائيلي .
و يهدف في نهاية المطاف، إلى العمل على توريط السلطة الفلسطينية في حرب شيطانية، ضد شعبنا ومقاومته الباسلة، تحت شعار “ضبط الأمن ووقف المظاهر المسلحة” في الضفة الفلسطينية.
وقالت الديمقراطية: لم يعد خافياً، مدى الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على السلطة الفلسطينية، لتتورط في فتنة داخلية دموية، كان آخرها اقتراح وزير خارجية البيت الأبيض أنتوني بلينكن، تشكل كتيبتين من القوات الخاصة الفلسطينية لضبط الوضع في مدينتي نابلس وجنين.
واوضحت، أن ما تطمح الولايات المتحدة لتحقيقه هو العمل على إخماد نار المقاومة الشعبية في حرصها على المصالح الإسرائيلية، ودون أي اعتبار سياسي أو قانوني أو أخلاقي لمصالح شعبنا وحقوقه الوطنية المشروعة، وأن إدارة بايدن ما زالت تتبع المسار ذاته الذي رسمته إدارة ترامب في نسف قرارات الشرعية الدولية، لصالح فرض الحل الإسرائيلي ـ الأميركي، الذي يستند إلى ادعاء دولة الاحتلال، أن «أرض فلسطين هي ملك لليهود حصراً».
وجددت الجبهة الديمقراطية تحذيرها من الخطورة القصوى للتساوق مع الضغوط والمشاريع الأميركية، ومن خطورة تغليب المصالح الفئوية على المصالح الوطنية، ومن خطورة خوض تجارب أمنية جديدة مع دولة الفاشية الإسرائيلية، أياً كانت الضمانات الأميركية، فتجربة شعبنا مع ضمانات الولايات المتحدة منذ مجزرة صبرا وشاتيلا، وصولاً إلى مجزرة نابلس، مروراً بمجازر جنين وغيرها.
وشددت، أنّها لا تسمح لأي عاقل سياسي أن يدخل التجربة مرة أخرى، ما يستدعي عدم الانخراط في دهاليز اجتماع العقبة ومناوراته وضغوطه، والعودة إلى المسار الوطني، الذي رسمه المجلس الوطني والمركزي، وآخرها قرارات المجلس المركزي الـ 31، في سحب الاعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني معها، والتحرر من قيود بروتوكول باريس الاقتصادي، و«توفير الحماية السياسية والأمنية للمقاومة الشعبية، بتشكيل قيادتها الوطنية الموحدة، باستراتيجية نضالية ومكافحية، تضمن لها التأطير والتطور .
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان”، أن قمة العقبة تأتي بمبادرة أمريكية أردنية مصرية، وذلك في محاولة لما وصفته بـ”تهدئة الفلسطينيين” من خلال طرح مسار عملي أمامهم لإقناعهم بأن ثمة فرصة مواتية للتغيير.
وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية أنه من أجل توفير مثل هذه الفرصة، سيتعين على إسرائيل اتخاذ إجراءات إيجابية ومبادرة “حسن نوايا” تجاه الفلسطينيين، لكن هذا الأمر غير مؤكد حدوثه في ظل تركيبة الحكومة الإسرائيلية الحالية، بحسب تقديرها.