أخبار دوليةتقاريرغير مصنفقوسtvمجتمع
أخر الأخبار

ما سرّ الأنهار الطائرة في غابات الأمازون؟

هاجر نصر ـ القاهرة / مصر

شجرةً كبيرةً في الأمازون، قادرة بفضل ظاهرة التبخر، على إطلاق كمية إستثنائية من المياه في الجو، أكثر من ألف لتر في يوم واحد. إنها ظاهرة فريدة من نوعها في منطقة الأمازون، وتُقدر كمية المياه التي تُطلق في الجو من حوض الأمازون، بنحو عشرين مليار طن يومياً”.

المياه المُتبَخّرة والتي تسافر على شكل غيوم، تدفعها الرياح إلى أن يحجِزها كورديليرا جبال الأنديز، فتمول معظم أنحاء أميركا اللاتينية بالمطر. وبهذا تلعب الأمازون دوراً أساسياً في الدورة الهيدرولوجية للمنطقة.

استغرق فهم هذه الظاهرة ثلاثَ سنوات من البحوث. وقد حلق جيرار موس وفريقٌ من العلماء فوق غابات الأمازون المطيرة لجمع آلاف العينات من بخار الماء. ساعات من الطيران لمتابعة ما يسميه “الأنهار الطائرة”.

ويُظهر تقرير خطر حول المناخ المستقبلي لمنطقة الأمازون أنه خلال السنوات الأربعين الماضية، دُمر 20% من غابات الأمازون المطيرة في البرازيل، ومع أكثر من ألفي شجرة تُقطع في الدقيقة الواحدة، أصبحت الأنهار الطائرة التي كانت تحمي حتى الآن أميركا اللاتينية من الجفاف مهددةً أكثر من أي وقت مضى.

وعلى الرغم من أن منطقة الأمازون لا تغطي سوى 4% من سطح الأرض، إلا أنها تحتوي على ثلث أنواع النباتات والحيوانات والحشرات وبقية الكائنات الحية التي توجد على الأرض. وتضم نسبة 10% من كتلة الحياة على الأرض، وتشكل ما يشبه رئة الأرض التي تمتص وتختزن كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون الذي تمتصه أشجارها لتنتج عبر عملية التركيب الضوئي نحو 20% من الأوكسجين في كوكبنا. غير أن عدداً من العلماء يقولون إن الأمازون تمثل أيضاً “قلب الأرض” النابض، مؤكدين أن ملايين الأشجار في هذه المنطقة تعمل معاً أشبه بـ”مضخة حيوية” ضخمة تولد دورة حركة مياه عبر ما تضخه في الهواء من بخار ماء، تتحرك في ما يشبه “الأنهار الطائرة” التي تؤثر في طبيعة المناخ في كوكبنا.

وكان أول من طرح نظرية المضخة تلك، العالمان في معهد الفيزياء النووية في سانت بطرسبرغ، اناستاسيا ماكاريفا وفيكتور غروشكوف في عام 2007. معتبرين أن هذه الغابات هي من يسهم فعلياً في خلق الظروف المناسبة لسقوط الأمطار الغزيرة. وتشير الدراسات إلى أن عملية التكثيف الناجمة عن إنتاج بخار الماء جراء الأشجار والتي تحصل فوق الغابات هي ما يقود الى حركة الرياح ومن ثم سقوط الأمطار. وتقول مؤسسة الغابات المطيرة إن هذه الغابات تنتج 50% من كل الأمطار التي تسقط فوق منطقة الأمازون كما تؤثر على مسار وآلية سقوط الأمطار في قارة أميركا الجنوبية وخارجها.

يشار الى أنه جرى إستخدام مصطلح “الأنهار الطائرة” لأول مرة العالم في معهد بحوث الفضاء البرازيلي “آي أن بي إي” جوزيه مارينغو لوصف تيارات بخار الماء التي يحملها الهواء من غابات الأمازون باتجاه جبال الأنديز الشرقية وشمال الأرجنتين. ووفقاً لعالم المناخ البرازيلي، أنتونيو نوبري، تنقل الأنهار الطائرة كمية من المياه أكثر من نهر الأمازون. إذ يقول إن “الشجرة الكبيرة الواحدة تطرح ما مساحته 20 متراً مربعاً من بخار الماء أي ما يصل إلى 300 لتر يومياً، أي أن نسبة البخار الناتج عن الغابات تزيد بـ 8 الى 10 مرات عما ينتجه المتر المربع الواحد من مياه المحيطات من البخار. ويضيف نوبري أن غابات الأمازون تنتج يومياً ما معدله 20 مليار طن متري من البخار أي أكثر مما يتدفق في نهر الأمازون إلى المحيط الأطلسي، وهو 17 مليون طن متري. وتسعى مجموعة من العلماء الذين أسسوا “مشروع الأنهار الطائرة” في عام 2007 إلى لفت الانتباه إلى أهمية أشجار غابات الأمازون المطيرة في هذه الظاهرة وفي التوازن البيئي على كوكبنا، مؤكدين أن أي ضرر في غابات الأمازون لن يؤثر فقط على نسبة الأوكسيجين في العالم بل على نسبة تساقط الأمطار وحركة المياه، والطقس بشكل عام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى