انطلقت بمدينة مراكش، أمس الأربعاء، أشغال النسخة الثانية من المناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية، تحت شعار “الصحة في إفريقيا: الماء، البيئة والأمن الغذائي”.
وتناقش المناظرة، التي تستمر على مدى 3 أيام، والمنظمة تحت رعاية الملك محمد السادس، مجموعة من القضايا المتعلقة بالصحة في إفريقيا، بما في ذلك الكوارث الطبيعية.
وترأس سعيد أمزازي، وزير التعليم العالي السابق، جلسة مناقشة ضمنها بعنوان “الكوارث الطبيعية: الحد من المخاطر وإدارة الطوارئ”.
واستعرض أمزازي أمام الخبراء والمشاركين في المناظرة، من جنسيات مخلفة، الجهود التي بذلها ويبذلها المغرب بمختلف مكوناته في التعاطي مع زلزال الحوز الذي أودى بحياة حوالي 3 آلاف شهيد وأسفر عن أزيد من 5 آلاف جريح.
وقال الوزير السابق في كلمة بالمناسبة: “هذه الفاجعة أبرزت قدرة المملكة المغربية على التفاعل السريع، والصلابة الكبيرة التي تتميز بها بلادنا في مواجهة التحديات والصعاب”، مؤكدا أن السخاء الذي عبر عنه المغاربة في هذه الكارثة “اعترف به العالم وأشاد به”.
وأضاف أمزازي أن الزلزال “بين للعالم أن المغاربة موحدون وملتفون حول ملكهم بشكل لا يصدق، ما ساهم في إبراز وتعزيز مكانتهم في العالم”، لافتا إلى أن “الحزن الشديد عم البلاد بسبب الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز وألحق الضرر الكبير بساكنتها”.
وأشار المسؤول الحكومي السابق إلى أن “الزلزال جعل 300 ألف شخص من دون منزل، وقرى بأكملها تم محوها من الخريطة”، مشددا على أنه “أثر على عدد كبير من الأطفال والمدارس والأماكن التاريخية التي تأثرت بشكل كبير بسبب الهزات العنيفة”؛ كما نوه بالتدخل الملكي السريع والأوامر التي أعطاها الملك لتعبئة كل الجهود لإنقاذ الساكنة المتضررة، وضمان توصلها بالماء والمواد الغذائية في الأماكن غير القابلة للولوج، التي استعملت فيها المروحيات لإيصال الإمدادات اللازمة.
واعتبر أمزازي أن مرحلة إعادة البناء ستكون “مهمة وصعبة الإنجاز، في مسار سيكون طويلا”، مستدركا: “لكن لا شيء يمكن أن يوقف الأمة المغربية”، كما أكد على “أهمية التركيز على ضرورة إعادة البناء من خلال دفتر تحملات واضح يشترط بناء بجودة عالية، ويأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الثقافية لسكان المناطق المتضررة”.
وأفاد المتحدث ذاته بأن ترميم ما هدم “لن نتمكن من القيام به من دون استشارة السكان، ومن خلال احترام خصائصهم وتوفير مواد بناء إيكولوجية ومحلية وفق برنامج مندمج يشمل العديد من الأماكن التي تضررت”، معتبرا أن “إعادة البناء فرصة لامتصاص العجز الاجتماعي وتوفير فرص الشغل للساكنة المحلية”.
كما شدد أمزازي على أن “المغاربة قادرون على قلب الموازين واستثمار الذكاء المحلي لإنجاح عملية إعادة البناء”، مذكرا بأهمية التركيز على الجوانب الاقتصادية الكبرى للمنطقة، وتحقيق التنمية والسياحة المستدامتين، ومطالبا بضرورة تسليط الضوء على الفرص المتاحة، لـ”نعيد إلى المتضررين من الزلزال كرامتهم التي تأثرت بشكل كبير”.
وتروم المناظرة وضع إطار إفريقي يعتمد على تجارب البلدان وعلى وجهات نظر الخبراء في مجال الصحة العامة والترقب والتنبؤ في مواجهة المخاطر، حيث سيتم التداول في التدابير الوقائية الناجعة لتجنب آثار الأزمات على المستوى الإنساني، والاجتماعي، السياسي والاقتصادي، في أفق وضع سياسة صحية مشتركة للتعامل مع المخاطر والأزمات الصحية.
ويشار إلى أن المناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية، تنظمها وزارتا الصحة والحماية الاجتماعية والفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بشراكة مع جمعية الصحة الإفريقية العالمية.