خلود رشاد-القاهرة/مصر
أشار تقرير حديث نشره المكتب الأممي إلى أنه في كل ثانيتين يموت شخص دون سن السبعين بسبب مرض غير معدي أو ما يسمى بـ”الأمراض غير السارية”، مثل أمراض القلب والسرطان والسكري وأمراض الرئة, وهي الأمراض التي يمكن تفاديها بتغيير نمط الحياة. في المقابل، تشير المعطيات الرقمية إلى أن المعدل في المغرب يفوق المعدل العالمي.
ووفقا لتقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية بعنوان “الأرقام غير المرئية.. الحجم الحقيقي للأمراض غير السارية”، فإن الأمراض غير السارية تسبب ما يقرب من ثلاثة أرباع الوفيات في جميع أنحاء العالم، أي ما نسبته 74 في المائة، والمغرب هو واحد من البلدان الذي تتجاوز فيه نسبة الوفيات نتيجة الإصابة بالأمراض غير المعدية المعدل العالمي.
ووصلت هذه النسبة،وفقا لأرقام منظمة الصحة العالمية، 84 في المائة. وترتفع النسبة إلى 87 في المائة في صفوف النساء, فيما يبلغ معدل الوفيات المبكرة 24 في المائة.
وأشارت الأرقام نفسها بأن نسبة الوفيات بالمغرب جراء الإصابة بأمراض القلب تبلغ 51 في المائة، و14 في المائة جراء الإصابة بالسرطان، و4 في المائة جراء الإصابة بأزمات تنفسية و4 في المائة نتيجة لمرض السكري.
ووفق الوثيقة ذاتها، فإن حوالي 70 في المائة من المغاربة المتراوحة أعمارهم ما بين 18 سنة و69 سنة لديهم ما بين عامل أو عاملا اختطار الإصابة بهذه الأمراض غير المعدية، و30 في المائة لديهم أكثر من ثلاثة عوامل اختطار. وتتعدد هذه العوامل ما بين التدخين وشرب الكحول أو الخمول البدني والإصابة بضغط الدم والسمنة وغيرها.
وفي هذا السياق، قال الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إن الأمراض غير السارية “تحولت إلى السبب الرئيسي للوفيات”، مؤكدا أنه في المغرب من بين كل 5 وفيات أربعة توفوا بسبب هذه الأمراض.
وأشار حمضي، إلى أن 80 في المائة من الوفيات المبكرة بسبب هذه الأمراض هي في الدول ذات الدخل الضعيف أو المتوسط, لأن هناك مشكل ضعف التشخيص والتكفل بهذه الأمراض، موضحا أنه في المغرب ما بين كل خمسة أشخاص واحد مصاب بمرض مزمن ويرتفع الرقم لدى الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الستين سنة، ومن كل ثلاثة أشخاص اثنان لهم مرض مزمن.
وتحدث حمضي أيضا عن تكلفة هذه الأمراض، مفيدا بأنه في المغرب 3 في المائة من مجموع المستفيدين من التغطية الصحية يعانون من هذه الأمراض ويستهلكون أكثر من 50 في المائة من مصاريف التغطية الصحية و97 في المائة يقتسمون الباقي.
وفسر المتحدث ذاته أن أكثر الأمراض التي تؤدي إلى الوفيات هي بداية أمراض القلب والشرايين ثم السرطان وأمراض الجهاز التنفسي ثم مرض السكري، متابعا: “خاصيات هذه الأمراض أنها ترتبط بعوامل إما جينية أو فيزيولوجية أو لها علاقة بسلوك الإنسان وبيئته, وبالتالي يمكننا تجنبها والوقاية منها، والتدخل فيها في كل المراحل بداية بالوقاية وصولا إلى التشخيص المبكر والعلاج المبكرة والمصاحبة في العلاج للحد من تأثيراتها”.
واوضح حمضي العوامل التي تؤدي إل هذه الأمراض بداية باستهلاك الكحول أو التدخين وعدم ممارسة الرياضة وتلوث البيئة والجو وسوء التغذية واستهلاك السكريات والأملاح.
وختاما أوصى الطبيب حمضي بضرورة التوعية بخطورة هذه الأمراض, عن طريق التربية والإعلام وحتى سن قوانين ترتبط بالغذاء، وفرض الضرائب على المواد التي تضر بصحة الإنسان لتكبح المصنعين وتقلل من الاستهلاك.