ليندة يعيش تمام-الجزائر العاصمة/الجزائر.
تعتزم الجزائر عام 2023 ليكون مرحلة جديدة في تحول البلد العربي لبوابة تصدير الكهرباء والهيدروجين الأخضر، بتنويع صادراتها الطاقية من خلال الاستثمار في إمكانياتها عبر عدة مشاريع بينها مشروعان كبيران، هو مشروع “سولار” لإنتاج ألف ميغاوات من الكهرباء، و ربط الكهرباء مع أوروبا، وهذا لتأمين تنامي احتياجاتها من الطاقة التي فرضتها تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا. حيث أعلن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون من روما اتفاق البلدين على مشروع ضخم لتزويد إيطاليا وأوروبا بالطاقة الكهربائية النظيفة، كما أن البلدين لم يحددان موعد التصدير ذلك أن وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية أشارت في مايو الماضي أنهما قررت إعادة تفعيل الكهربائي عن طريق الكابلات البحرية بينهما، ويهدف المشروع على المدى البعيد لإنتاج 22 ألف ميغاوات من الكهرباء الخضراء من الطاقة الشمسية، ويبلغ طول الخط الكهربائي البحري 270 كيلومترا، يضمن تزويد إيطاليا بنحو 9 آلاف ميغاوات من الكهرباء في مرحلته الأولى بين محافظة عنابة الجزائرية (شرق) وصقلية الإيطالية.
كما اعتبرت الجزائر وفق تصريح سابق لوزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، أن المشروع يمثل “تحديا إستراتيجيا وأولوية” لها، وعدته “عامل تكامل إقليمي وحافزا للانتقال الطاقي”، وأكد حيدوسي أن إمكانية استعمال الكهرباء لإنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال التشريح الكهربائي، حيث يمكن إنتاج الهيدروجين الأخضر عن طريق الكهرباء والماء المتوفرين في الجزائر، وأن الفائض من الكهرباء “دائم وليس مؤقتا”، وأن الجزائر من أكثر الدول استقطابا للأشعة الشمسية بحوالي 4 آلاف ساعة في السنة، خاصة في منطقة الجنوب. وكشف وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب عن إمكانيات بلاده الإنتاجية من الكهرباء النظيفة، إذ بلغت 25 ألف ميغاوات، ولفت أن الإنتاج الإجمالي بمتوسط 12 ألف ميغاوات، ويصل الاستهلاك المحلي 17 ألف ميغاوات، وفي المستقبل سوف يكون هناك خطط للوصول لقدرة إنتاجية من الكهرباء تصل إلى 30 ألف ميغاوات في 2032، ومن المتوقع يبدأ العمل في مشروع سولار الضخم وزيادة إنتاج آلاف الميغاواتات من الطاقة الشمسية بحلول 2035. و أشار الخبير المختص في الشؤون الطاقية أحمد حيدوسي، أن الجزائر استثمرت كثيرا في إنتاج الكهرباء، من خلال عقود الشراكة مع العملاق الأميركي جنرال إلكتريك لتوريد التوربينات، وأوضح أيضا أن البلاد لها اليوم فائضا كبيرا يمكن تصديره، وهي تصدر نحو تونس وليبيا” الذي بلغ إنتاجها أكثر من 22 ألف ميغاوات سنويا، كما أوضح أن الشيئ المميز في إنتاج الكهرباء في الجزائر هو أن مدخلات الإنتاج من خلال الغاز الذي تحصل عليه شركة إنتاج وتوزيع الغاز (سونلغاز الحكومية) تتم بمبلغ زهيد جدا مقارنة بسعر الأسواق الدولية، و اليوم أصبح يفوق 6 دولارات للوحدة في الأسواق الدولية. و من جهة أخرى، أصبح هذا البلد المغاربي “بطارية أوروبا” في مجال الطاقة، بالتوازي مع ارتدادات الحرب الروسية الأوكرانية على الدول الأوروبية، التي تحررت من الغاز الروسي وتأمين مختلف أنواع الطاقة، و الذي كان التوجه إلى الجزائر مكنت من أداء دور رئيسي في تأمين حاجيات أوروبا الكهربائية في المستقبل القريب و إمكانياتها الغنية من الطاقة الأحفورية والشمسية وموقعها الجغرافي. أوضح مدير مؤسسة الدراسات الاقتصادية “بي بي إس ألجيريا” (BPS Algeria) حمزة بوغادي أن الجزائر أصبحت تمتلك مشروعا اقتصاديا متكاملا، وأن تتحول إلى بطارية لأوروبا وحتى للشمال الأفريقي، كما لفت إلى أن الجزائر تمتلك احتياطات مؤكدة من الغاز، ومن أكثر الدول تعرضا للأشعة الشمسية الذي يمكن أن يولدا طاقة شمسية هائلة، من خلال المساحة الشاسعة ، كما تطرق بوغازي، أن الجزائر لها خبرة في اليد البشرية العاملة المؤهلة في مجال الطاقة، مبرزا في أن الإستراتيجية الجزائرية وضعت وزارة مخصصة للانتقال الطاقي والطاقات المتجددة، وأيضا كمشروع اقتصادي يشمل معظم القطاعات الحيوية الاقتصادية.