تقاريرحوادث
أخر الأخبار

وفاة فلسطيني رفض بيع متجره و بيته للمستوطنين بـ100 مليون دولار

عبد الرؤوف المحتسب

هاجر نصر ـ القاهرة/ مصر

توفي المرابط الفلسطيني عبد الرؤوف المحتسب ، أثر سكتة قلبية مفاجئة ، فجر يوم الأربعاء 21ديسمبر 2022 ، بمدينة الخليل (جنوبي الضفة الغربية) ، بعمر يناهز (64 عاما) ، وهذا ليس موتاً عادياً، بل هو موت يأتي بعد سنوات طويلة من الثبات.

على بعد 60 م من الحرم الإبراهيمي منزل قديم يعرفه أهالي الحي، تحاصره الحواجز (الإسرائيلية) وتُقسّم الطرق بينه وبين الحرم، وبينه وبين الشوارع الرئيسية، نوافذه تطل على أجساد الجنود الواقفين ليل نهار، يمتلكه رجل كبير في السن بعد أن ورثه عن أبيه وجده، وأسفله محلات تجارية يعتاش منها.

خلال السنوات الماضية تعرض المحتسب للترهيب من المستوطنين، بالإضافة لإغراءات لبيع المنزل والعقار مقابل عروض مادية خيالية ، ورفض بيع العقارات الخاصة به ومنزله يعود إلى أن ” قيمة هذه العقارات المعنوية أكبر بكثير من نظيرتها المادية” .

ومن أشهر جمل المحتسب التي تحدث بها لوسائل الإعلام “سأرفض كل أموال الأرض، ولن أخون أرضي أو شعبي، المال جيد، لكن فقط عندما يكون نظيفاً”.

كسّر الجنود محلاته مرة حينما رفض أن يسمح لأعضاء الكنيست بالدخول إلى محله، وكسروه بعدها ثماني مرات، وقد عانى من منعهم له ومضايقاتهم حتى حينما يذهب إلى صلاته.

أضطر المحتسب على حمل بضاعته على رأسه لأن السيارة ممنوعة من الوصول إلى محله، وكلما خطت قدمه تريد الخروج إلى مكان قالوا له كل الأبواب موصدة أمامك، عدا عن المضايقات التي يتعرض لها أبناؤه، إلا أنه ظل هكذا ثابتا يرفض البيع.

وعلى مدى 40 عاماً ظل المواطن الفلسطيني عبد الرؤوف المحتسب صامداً ، فيما استخدمت قوات الإحتلال كافة أساليب الترهيب والبطش بحقه ليرحل عن بيته، إلا أنه شكل رمزا للصمود والتحدي، بينما يواصل الاحتلال (الإسرائيلي) تقديم إغراءاته لعبد الرؤوف المحتسب من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.

السبب الذي يعود وراء تلك الإغراءات إلى أن التاجر عبد الرؤف المحتسب، يملك منزلاً ومحلاً تجارياً يقع وسط منطقة السهلة في البلدة القديمة، ويطل على المسجد الإبراهيمي ، فيما وصلت إغراءات الإحتلال والمستوطنين للمحتسب ، إلى مبلغ مئة مليون دولار مقابل بيع محله للمستوطنين.

وتبلغ مساحة المنزل والمتجر نحو 700 متر مربع، ويفصلهما حاجز عسكري عن المسجد الإبراهيمي، بينما تسعى جمعيات استيطانية يهودية للسيطرة على أكبر عدد ممكن من المنازل والآثار الفلسطينية في البلدة القديمة، لتحويلها إلى بؤر استيطانية.

بدأت قصة الإغراءات (الإسرائيلية) ، من ستة ملايين دولار مرورا بـ 40 مليون دولار، حتى وصلت إلى 100 مليون دولار، لكنه رفض كل المبالغ المعروضة وفضل صموده قرب الحرم الإبراهيمي حارساً ومصلياً.

قال عبدالرؤوف المحتسب انهم كلما رفعو السعر تمسكت بارضي وعشقتها اكثر، المال حلو عندما يكون طاهر لن اخون اهلي وجيراني ، سأبقى مطمئن .

كما عرض المستوطنون على المحتسب، تسفيره إلى أستراليا أو كندا للاستقرار فيها، والمساهمة في مشاريع بالخارج إن أراد.

يشار إلى أن عدد المستوطنات في محافظة الخليل نحو 30 مستوطنة؛ وأكثر من 25 بؤرة استيطانية، فيما تفرض سلطات الإحتلال إغلاقا ً شاملاً على البلدة القديمة.

كما قام زوار من اميركا عرضوا عليه الحماية من حماس والجهاد او المقاتلين الفلسطينيين ، كما عرضوا عليه ان يسكن في مستوطنه كريات اربع التي اقيمت على اراضي الفلسطينيين، ومساعدته في فتح مشاريع وضمان امواله وحياته مقابل 100 مليون دولار.

توفي المحتسب، تاركاً إرثه القديم لأبنائه وأحفاده، لعلهم يستمدون من أثره القدرة على الثبات، ولا زالت عتبة بابه تعرف كم صلى عليها نكاية بالاحتلال الذي منعه من الصلاة في الحرم القريب، فيصلي إلى جانبه في الشارع كمقاومة تخصه وحده.حياة قضاها المحتسب بين الخطر، تربى هناك، وربى أولاده، رغم المضايقات، وحرمان الأطفال من اللعب، لكنه ظل يردد “سأظل صامدا حتى يأخذ الله (وداعته)”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى