اقتحام الاحتلال الإسرائيلى لموقع أثرى
هاجر نصر ـ القاهرة/مصر
لا تكتفي قوات الإحتلال الإسرائيلي ،في شن حربها الشاملة من قتل وحصار وتدمير للمنازل وتهجير للسكان واعتقال، بل وتسعى ايضاً الى طمس شواهد الحضارات القديمة المتعاقبة على ارض فلسطين وبلدة سبسطية الواقعة في شمال غرب مدينة نابلس شاهدة على هذه المحاولات التي ترتكبها دولة الاحتلال لاقناع العالم باحقيتها في هذه الارض.
حيث هدمت سلطات الاحتلال المشروع السياحي الخاص باعادة تأهيل ساحة البيدر الذي وضع بمواصفات عالمية وفلسطينية تتناسب مع مواقع التراث العالمي ،والذي يقع فى بلدة سبسطية، والممول من الحكومة البلجيكية وباشراف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ووزارة الحكم المحلي الفلسطينية وبلدية سبسطية ، مما استدعى طاقم وحدة الاعلام في وزارة الخارجية والمغتربين لتوثيق هذا الانتهاك.
وتم اقتحام اليوم الموقع الأثرى بواسطة قوات الإحتلال الاسرائيلى، التي تقع فى بلدة سبسطية شمال غرب نابلس.
تقتحم قوات الإحتلال الموقع الأثري في البلدة بتعزيزات عسكرية ، وسط إجراءات حماية مشددة، وتستعرض خرائط للموقع.
وتُصعد سلطات الاحتلال من هجماتها بحق البلدة وإرثها التاريخي، إذ تتعرض لاقتحامات وانتهاكات مستمرة، إضافةً للإغلاق المتكرر للموقع الأثري، لتأمين دخول سياح يهود يؤدون طقوسًا تلمودية، بدعوى أنها أراضٍ “إسرائيلية”.
وتواجه المواقع الأثرية في الضفة منذ نهاية الثمانينيات محاولات من قبل الاحتلال بوضعها تحت إدارته، وتم اعتبار سبسطية جزءًا من مستوطنة “شافيه شمرون” القريبة، وبات المستوطنون يحملون لوحات إرشادية كتب عليها، “الحديقة العامة سبسطية”.
وتتعرض البلدة بشكل ممنهج لاقتحامات المستوطنين وجنود الاحتلال، في محاولة لفرض أمر واقع، والسيطرة على المعالم الأثرية في البلدة.
إن اقتحامات الاحتلال المتكررة للموقع لم تكن الأولى، فقد سبقها اقتحام المكان عدة مرات قبل وأثناء ترميمه من قبل طواقم الوزارة وشركائها المحليين والدوليين.
أن هذه الاقتحامات انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية التي تضمن حماية المواقع الأثرية وحرمتها، خصوصاً اتفاقية جنيف الرابعة واتفاقية لاهاي لسنة 1954 واتفاقيات اليونسكو الخاصة بحماية التراث الثقافي والطبيعي.
كما صرح اليوم محمد عازم رئيس بلدية سبسطية، إن عدداً من دوريات الاحتلال، ترافقها مركبات تابعة لـ”الادارة المدنية”، اقتحمت الموقع الأثري في البلدة، واستعرضوا ملفات وخرائط ، مضيفاً أن هذه الاقتحامات أصبحت شبه يومية، وهناك مخاوف من تنفيذ مخططات للاستيلاء على الموقع الآثري وإقامة أعمال فيه؛ وهو الأمر المخالف للقوانين الدولية.