المغرب وتونس: أزمة دبلوماسية في شمال إفريقيا تشعل مواقع التواصل الاجتماعي.
حدثت الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وتونس مساء الجمعة لتثير عاصفة من النقاشات والجدل في الفضاء الإلكتروني، امتزجت فيها قضية الصحراء المغربية بالأزمة السياسية في تونس بجانب توتر العلاقات بين الرباط والجزائر.
وكانت الحكومة المغربية قد عزت قرارها باستدعاء السفير ومقاطعة تجمع دولي في تونس إلى مشاركة زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في ندوة “تيكاد” اليابانية الإفريقية.
واستقبل الرئيس التونسي قيس سعيد زعيم الإنفصاليين غالي ،على غرار رؤساء دول وحكومات آخرين حضروا القمة، وتحدث معه في القاعة الرئاسية بالمطار.
واعتبرت الرباط استقبال غالي للمشاركة في القمة الإفريقية اليابانية “عملاً خطيراً وغير مسبوق يجرح بشدة مشاعر الشعب المغربي”.
وأضافت أن تونس قررت “خلافا لنصيحة اليابان وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها من جانب واحد دعوة الكيان الانفصالي”.
وردت تونس على قرار المغرب عبر “دعوة سفيرها بالرباط حالا لتتشاور”، مؤكدة أنه “خلافا لما ورد في البيان المغربي” فإن الاتحاد الإفريقي المشارك في تنظيم “تيكاد” هو من دعا “الجمهورية الصحراوية الوهمية”.
واكد بيان الخارجية التونسية عبر الصفحة الرسمية على فيسبوك، أن البلاد تلتزم “بقرارات الاتحاد الإفريقي”
وشددت تونس على أنها تحافظ “على حيادها التام” إزاء النزاع في الصحراء وهو “موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلا سلميا يرتضيه الجميع”.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، بدت آراء المغردين تعكس الأجواء السياسية المتوترة بين البلدين، إذ رأى قطاع من المغردين أن ما حصل هو خطوة “خطرة” ومن شأنها أن “تزج تونس في لهيب الصراعات وتهديد ما تبقى من استقرار البلاد”.
وانتقد تونسيون رئيس البلاد، معتبرين إن سعيد يضم تونس إلى “جوقة الدول التي تبتز المغرب”، معبرين عن قلقهم من تداعيات الأمر على البلاد.
وفي المقابل، دافع آخرون عن سيادة تونس و”حقها بأن يكون لها آراء ومواقف واستقبال أي كان”.
وكان قد صرح ملك المغرب قبل أيام بأن قضية الصحراء المغربية تمثل “النظارة التي تنظر من خلالها بلاده لدول العالم” مطالبا حلفاء الرباط بتوضيح موقفهم من قضية الصحراء.
ويدور منذ انتهاء الاستعمار الإسباني للصحراء المغربية نزاع حول مصيرها بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، وتصنّف الأمم المتحدة الإقليم الصحراوي الشاسع من بين “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”.
ويقترح المغرب منح الأقاليم الصحراوية التي يسيطر على نحو 80 بالمئة من مساحتها حكما ذاتيا تحت سيادته فيما تسعى جبهة بوليساريو إلى جعلها دولة مستقلة.