زينب عبد الحليم_القاهرة /مصر
تأتي ليلة الإسراء والمعراج هذا العام 2023 عقب ما تكبده العالم الإسلامي من خسارات وويلات جراء الزلازل و الحروب و الغلاء و الاوبئة التى إبتلينا بها كأن الرحمان يبعث فينا الامل و يطيب قلب أمة محمد عليه أفضل الصلاة و التسليم، فالإسراء و المعراج معجزة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم جاءت لتسري عنه و تحي فيه الأمل في العام 12 من البعثة في سنة سميت بعام الحزن، وهي أحد المناسبات الدينية العظيمة، و يُستحب إحياء هذه الليلة بالعبادة والطاعة و التقرب لله سبحانه جل اسمه.
تبدأ ليلة الاسراء والمعراج يوم الجمعة الموافق 17 فبراير بعد غروب الشمس وحتى يوم السبت 18 فبراير بعد غروب الشمس. رحلة الاسراء هي ذهاب نبينا الكريم مُحمدٍ صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكةِ المكرمة إلى المسجد الأقصى بمدينة القدس، بأمرٍ من الله عز وجل، وذلك في وقتٍ قصيرٍ من الليل ومن ثمَّ عودته في نفس الليلة.
وليلة الاسراء ثابتة في القرآن الكريم في قوله تعالى { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (1)سورة الاسراء.
عند وصول سيدنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى مع سيدنا جبريل وجد كل الأنبياء في انتظاره بدايةً من سيدنا آدم إلى سيدنا عيسى عليهم جميعا السلام، وبعدها قدمه سيدنا جبريل ليكون إماماً لهم، فصلى بهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما رحلة المعراج فهي صعود النبي صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس إلى السموات السبع وما فوقها، حيث فُرضت الصلوات الخمس.
رحلة المعراج هي لقاءٍ مع رب العالمين، قال تعالى: (وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى* عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى* مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى). سورة النجم.
وتبدأ رحلة المعراج في السموات السبع، بداية من السماء الأولى التي يوجد بها سيدنا آدم عليه السلام، و السماء الثانية وبها نبي الله عيسى ونبي الله يحيَّ، والسماء الثالثة بها سيدنا يوسف، والرابعة وبها سيدنا إدريس، والخامسة بها سيدنا هارون، والسادسة ويوجد بها نبي الله موسى، وصولاً للسماء السابعة التي يوجد بها أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليهم جميعاً السلام.
بعد وصول سيدنا محمد إلى السماء السابعة وجد سيدنا إبراهيم فسلم عليه، رد عليه سيدنا إبراهيم السلام قائلاً “مرحباً بالنبي الصالح و الإبن الصالح”، وقال له يا مُحمد أبلغ أمتك مني السلام، وطلب منه أن يخبرنا أن الجنة طيبة التربة وعذبة الماء وأنها قيعان وأن غِراسها تأتي من سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
حدثت رحلة الاسراء والمعراج، بعد تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للأذى ممن هم حوله، و تعرضه للحزن الكبير فيما سُميَّ بعام الحزن الذي توفيت فيه السيدة خديجة زوجة سيدنا محمد وهي كانت المسكن والأمان له، وبعدها فقد عمه أبو طالب الدرع الواقي له من متاعب الحياة و أذية أهله، فلجأ نبينا الكريم إلى الطائف فتعرض للأذى لتسليط الكفار بعض السفهاء عليه، فذهب إلى مكة فلم يجد من يخفف عنه إلا “مُطعم بن عُدي” وهو كافرٌ رق قلبه لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فأراد الله عز وجل أن يرد إليه تحية مباركة في أن يريه السماء وما بها.
في رحلة الاسراء والمعراج لم يفارق جبريل سيدنا محمد إلا في موضع واحد، وهو سدرة المنتهى وعندما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم منه الدخول معه، قال له سيدنا جبريل أنا لو دخلت لاحترقت، وبعدها يدخل سيدنا الكريم ويقف في حضرة الإله عز وجل و يالها من حظوة.