الإمارات…حاكم الشارقة يتسلم شهادة تسجيل موقع قلب وحصن الشارقة
زينب عبد الحليم_القاهرة/مصر
قام الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، بتسليم شهادة تسجيل موقع قلب وحصن الشارقة على لائحة الإيسيسكو للتراث في العالم الإسلامي، للدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى وحاكم إمارة الشارقة، وذلك صباح اليوم خلال احتفال اقامته هيئة الشارقة للآثار.
في الاجتماع الأخير للجنة التراث التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، الذي عُقِد في مدينة الرباط بالمملكة المغربية، وذلك في الرابع من يوليو للعام الماضي، أضافت اللجنة فيه موقع قلب الشارقة، و ضمناً حصن الشارقة إلى لائحة التراث في العالم الإسلامي.
في 20 يوليو 2021، رفعت هيئة الشارقة للآثار ملفات متكاملة لترشيح ملف “الشارقة: بوابة الإمارات المتصالحة” إلى منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو”، مُتناوله في ذلك الملف الأبعاد الأثرية والقيمة التاريخية والفنية للموقع المرشح، بالإضافة إلى الصفات العمرانية و المعمارية المميزه له والتقارير التي تخص الحفاظ عليه.
ألقى الدكتور صباح عبود جاسم، مدير عام هيئة الشارقة للآثار خلال الاحتفال، كلمة شكر وتقدير للشيخ سلطان بن محمد القاسمي، على اهتمامه بكل ما يخص الآثار في الإمارة، وشكره على تحقيق الإنجازات المستمرة و تضمينها ضمن قوائم التراث العالمي.
كما أشار إلى متابعته المستمرة ورؤيته النافذة في العمل على مختلف الملفات في آثار الشارقة قائلاً : “نعملُ ونجتهد، مستشهدين ومؤكدين على مقولة صاحب السمو حاكم الشارقة الحكيمة وهي: علينا أن نعرف أن التراث الإنساني مُلك لنا جميعاً لكل الشعوب والثقافات، ولا يشكل تنوع هوياته سوى صورة لوحدته واتساع مفرداته، ليكون قادراً على جمعنا وتوحيدنا أمام ما أنجزه الأسلاف من صروح معمارية وفنون جمالية وابتكارات رائدة، فالحضارة نتاج تراكمي تعتمد كل مرحلة منها على ما سبقها”
وأكد الدكتور صباح عبود أن الهيئة تعمل طبقاً لأهداف مدروسة في حماية التراث الثقافي لإمارة الشارقة، وأن تلك الأهداف تتطلب عمل وجهد جماعي، بدايةً من الأفراد والمجتمع، وانتهاءً بالهيئات والمؤسسات الحكومية المختصة.
و بارك للشيخ سلطان بن محمد على إدخال أعداد جديدة من المواقع على القوائم العالمية الثقافية والتراثية لمنظمة اليونسكو، قائلاً : ” نبارك لصاحب السمو حاكم الشارقة تكلّل جهود هيئة الشارقة للآثار أمس (الإثنين) النجاح في تحقيق إنجاز جديد للإمارة بإدراج أربعة مواقع أثرية ثقافية على القائمة التمهيدية للتراث العالمي لمنظمة اليونسكو، والتي تعبّر عن الدور الهام والفريد لهذه المنطقة، وتؤرخ مراحل مهمة في التاريخ العريق للبشرية منذ فترة العصر الحجري القديم إلى فترة ما قبل الإسلام، وهذه المواقع هي:
1/ موقع مليحة، فترة ما قبل الإسلام في جنوب شرق الجزيرة العربية.
2/ موقع النقوش الصخرية في خطم الملاحة وخورفكان.
3/ موقع وادي الحلو، كشاهدٍ على تعدين النحاس في العصر البرونزي في شبه الجزيرة العربية.
4/ موقع المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في جبل الفاية.
اختتم كلمته مؤكداً على التعاون الكبير والعمل مع المؤسسات الدولية كمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة من جهة، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” من جهة أخرى، وذلك وفق خطط الهيئة لاستدامة وصون التراث الثقافي المادي للإمارة ومشاركته مع العالم بإبراز هذه المواقع وتسجيلها على القوائم الدولية للتعريف بها محلياً، وإقليمياً ودولياً.
ألقى بعده الدكتور سالم بن محمد المالك كلمة قدم فيها الشكر والتقدير إلى حاكم الشارقة، أيضاً على اهتمامه بالتراث والثقافة ودعم المؤسسات العاملة في هذا المجال، حيث قال: ” منذ أربعين عاماً رفعت الشارقة شعاراً ذكياً، موحياً، سابقاً عصره وهو: (ابتسم أنت في الشارقة)، وهو شعار كان وظلّ ذكياً لأنه نوّه بمعنى الابتسامة لا كتعبيرٍ جسدي محدود، بل كدلالة على فيض حيوية الإنسان، وكبرهان على معنى الشراكة والتشاركية، وكقيمةٍ من قيم السلام والطمأنينة المفضية إلى إطراد العمل والإنتاج والنماء، ومرأى من مرائي تمسكنا بالنهج النبوي الأصيل “تبسمك في وجه أخيك صدقة”.
كما أشار إلى أن هذا الشعار سبق عصره بنظره إلى “السعادة” باعتبارها هدف نهائي لكل توجه سياسي أو برنامج اقتصادي أو نشاط اجتماعي أو إبداع ثقافي.
كما قال في دعم مبادرات الأسس الثقافية “لقد سعِد الأديم العربي الإسلامي بما قدمتم من دعم وأسديتم من مبادرات في الملف الثقافي دون منّ ولا أذى، لا ترجون جزاءً ولا شكورا إلا من ربٍ كريم”.
حضر الحفل بجانب حاكم الشارقة، كل من: الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، والدكتور عبيد الهاجري مدير المكتب الإقليمي للايسيسكو في الشارقة، وعدد من الخبراء والعلماء والأكاديميين المختصين في الآثار.