استعادة العلاقات السعودية الإيرانية هل تشكل مصلحة وتفاؤلا للجميع
سلامة علي / القاهرة / مصر
في خطوة جديدة في مسار استعادة العلاقات السعودية الإيرانية، التقى وزيرا خارجية البلدين في العاصمة الصينية بكين لأول مرة منذ 7 سنوات، إذ أفادت قناة الإخبارية السعودية بأن وزيري الخارجية عقدا “اجتماعًا موسعًا ضم وفدي البلدين بحثا فيه تنفيذ الاتفاق على عدة أصعدة”.
وكان توقيع اتفاق استعادة العلاقات في 10 مارس/آذار الماضي بوساطة صينية قد أثار ردود فعل واسعة على المستوى الدولي والإقليمي، كما تباينت الآراء والتحليلات حول دوافع الأطراف الموقعة على الاتفاق والدولة الراعية ومصالح كل منهم، وتم تسليط الضوء بشكل كبير على موقف الولايات المتحدة من الاتفاق وإذا كان سيخدم مصالحها في المنطقة أم العكس. فما مصالح الأطراف الثلاثة المباشرة في الحوار (السعودية وإيران والصين) من الاتفاق؟ وهل ثمة مصلحة للولايات المتحدة من مسار المصالحة الإيرانية السعودية؟ وما آفاق المصالحة؟
وساطة صينية استثنائية
استطاعت الصين أن توظف علاقاتها المتميزة مع الجانبين في إحداث اختراق يعد استثنائيا ومكسبا للدبلوماسية الصينية. وتعطي الخطوة دلالة واضحة على سعي بكين لتطوير حضورها في منطقة الخليج العربي وأداء دور جديد في مساعي تعزيز استقرار المنطقة ذات الأهمية الكبيرة للصين كونها المستورد الأكبر للنفط من المنطقة.
وفي ظل تصاعد التنافس مع الولايات المتحدة، تسعى الصين لتجاوز المساعي الأميركية لمحاصرتها في مجالها الحيوي واحتواء الجهود الصينية للاضطلاع بأدوار دولية. وقد أسهمت الرعاية الصينية للاتفاق في تحقيق بكين إنجازًا على حساب النفوذ الأميركي التقليدي في السياسة الإقليمية للشرق الأوسط، الأمر الذي يمنح الصين خطوة مميزة في تأمين إمداداتها النفطية من المنطقة.
في مقابل ذلك، تجد الولايات المتحدة نفسها عاجزة عن أداء أدوار مشابهة بين القوى الإقليمية كونها تفتقر إلى الميزة الصينية التي تتمتع بعلاقة جيدة مع كلا الجانبين، في حين تتخذ واشنطن موقفًا عدائيا من إيران بينما تتمتع بعلاقات إستراتيجية مع الرياض.