ندا حمدي محمد -القاهرة/مصر
بعد تنامي العلاقات التجارية بين الرباط ومدريد على المستوى البيني ، يتجه البلدان إلى تعزيز التحالف الاقتصادي على مستوى القارة الأفريقية من خلال التنسيق بين الشركات المغربية والإسبانية على مستوى مجموعة من الاستثمارات المختلفة.
و على هامش المنتدى الاقتصادي الذي تستضيفه العاصمة الإيبيرية ، تطرقت وفود البلدين إلى نقطة التنسيق التجاري مع بعض الدول الإفريقية ، في ظل تمركز عشرات الشركات المغربية الإسبانية في الدول الإفريقية ، الأمر الذي سيسهل عملية التنسيق هذا تحالف الأعمال.
تبحث إسبانيا عن أسواق تجارية جديدة في عدد من الدول الأفريقية ، وهو ما كشفت عنه الزيارات المتعددة التي قام بها بعض المسؤولين الأيبريين لبعض الفاعلين في “القارة السمراء” ، والتي قد تشكل نقطة انطلاق للتعاون مع المغرب الذي أقام الهياكل الاقتصادية متعددة التخصصات في المنطقة.
و قال الباحث الاقتصادي محمد الجدري ، إن “العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا تمر بأبهر مراحلها بعد مرور سحابة الصيف” ، مشيرا إلى أن “إسبانيا تبحث عن موطئ قدم داخل القارة الأفريقية ، وتريد المملكة المغربية، ذلك ترسيخ عمقها الأفريقي الذي بدأت به منذ عودتها إلى الاتحاد “أفريقيا في عام 2017.
مضيفاً أن ” المغرب عززت العلاقات الاقتصادية مع دول القارة من خلال المشاريع الكبرى ، مثل ميناء الداخلة الأطلسي ، والطريق السريع تيزنيت الداخلة ، وخط أنابيب الغاز النيجيري المغربي”.
وأوضح المتحدث أن “المغرب اخترق القارة الأفريقية من خلال المشاريع الكبرى لمجمع الشريف للفوسفات ، دون أن ننسى استثمارات قطاعي البنوك والتأمين والعقارات” ، مشيرا إلى أن “هذه الاستثمارات يمكن أن تسير بشكل أسرع إذا تم التوصل إلى اتفاق مع إسبانيا في المشاريع فائدة كبيرة لكلا البلدين ” في علاقة يربح فيها الجميع “.
وأشار إدريس الفينا ، أستاذ الاقتصاد القومي للإحصاء والاقتصاد التطبيقي ، إلى أن “المنطقتين تحتويان على عدد كبير من الشركات الاقتصادية في القارة الأفريقية ، والتي يمكن أن تشكل قاعدة للتعاون التجاري في مجموعة من المجالات” .
كما أكد على أن “يمكن لإسبانيا الاستفادة من الشركات المغربية في إفريقيا بالنظر إلى أن المغرب يتمتع بهيكل مصرفي و عقاري و زراعي وتجاري مهم في عدد من البلدان الإفريقية”.
وأضاف أن “الدول الأفريقية تبحث حاليا عن أسس لتحقيق السيادة الغذائية نظرا للتحديات العالمية التي يمكن لإسبانيا والمغرب الاستثمار فيها لتعزيز التعاون الزراعي” ، مضيفا أن “قطاعي التعدين والطاقة المتجددة يتمتعان باهتمام مشترك من المغرب وإسبانيا”.