أبواب الأمل تُفتح بتقنيات زراعة القوقعة وتجعل ما كان مستحيلاً…ممكناً
زينب عبد الحليم_القاهرة/ مصر
من بين ألف حالة ولادة يولد طفل واحد مع مشاكل سمعية سواء فقدان حاسة السمع كلياً أو جزئياً، نتيجة للإصابة ببعض الأمراض، كذلك الأمر مع الأفراد البالغين الذين يفقدون حاسة السمع، فتتولد حالة من اليأس وفقدان الأمل.
ولكن لم يعد هناك شيئاً مستحيلاً مع التطور العلمي والتكنولوجي، و استحداث الوسائل و الإمكانيات الطبية المتطورة، لتعيد ذلك الأمل.
وهذا ما تسعى إليه دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال توفير خدمات طبية على أعلى مستوى سواء للمواطنين أو الوافدين إليها من كل مكان، حيث احتلت دبي مكانة مرموقة عالمياً في عمليات زراعة القوقعة لتجدد الأمل لمن فقدوا حاسة السمع.
ولكي نتعرف على عمليات زراعة القوقعة وشروطها تشرفنا بمحاورة الدكتور الجراح جمال قسومة، استشاري الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى دبي، الذي حقق رقماً قياسياً في إجراء عمليات زراعة القوقعة، والتي وصلت إلى 1867 محلياً و عالمياً خالية من أي مضاعفات، ومنها 600 عملية في مستشفى دبي، و 100 عملية بمستشفى الزهراء الخاصة بدبي بنسبة نجاح 100%.
1/ ما الاختلاف بين عملية زراعة القوقعة و المعينات السمعية (سماعات الأذن)؟ و أيهما أفضل؟
سماعات الأذن هي عبارة عن أجهزة تُقوي الاهتزازات الصوتية، وبالتالي تضخم الصوت للأذن التي يوجد بها نقص سمع خفيف أو متوسط الشدة.
لكن دعينا نتطرق أولاً إلى آلية السمع، و هو اهتزاز الجزيئات بالهواء والتي تقوم بهز غشاء الطبلة في عظيمات الأذن الوسطى، تهتز ثالث عظمة و تُسمى عظمة الركابة المتصلة بالأذن الداخلية والتي تحتوي على سوائل، فتهتز السوائل بالأذن الداخلية و الخلايا الحساسة لتلك الاهتزازات نسميها الخلايا المشعرة بالأذن الداخلية بها شعيرات، تنزوي الخلايا المشعرة عندما يتحرك سائل الأذن و تتحرر النواقل الكيميائية في نفس الخلية، وتنبه ألياف العصب السمعي الموجود بقاعدة الخلية.
فإذاً الاهتزاز يتحول من ميكانيكي (اهتزاز الصوت) إلى كيميائي داخل خلايا الأذن الداخلية، و بقاعدة الأذن الداخلية تتحرك نواقل و تتحول الشارة إلى شارة كهربائية (تنبيه السيالة العصبية) و بالتالي تنتقل الإشارة إلى قشر الدماغ والذي بدوره يفسر هذه الأصوات.
نقص السمع الخفيف يعني أن هناك ضمور جزئي في هذه الشعيرات لذلك متلقي الأصوات لا يسمع بشكل جيد، بينما السماعة تضخم هذه الأصوات و تضخم الموجة الصوتية، وبالتالي الاهتزازات لا تكون كافية لتعمل بهذه الشعيرات حيث تضخم الموجة الصوتية مما يمكن معه أن تستجيب وتهتز الشعيرات الضامرة جزئياً ويسمع الصوت بشكل أفضل.
وعندما يكون نقص السمع عميق يعني أن هناك ضمور كلي تماماً بهذه الشعيرات وبالتالي إذا ارتفع الصوت بشكل قوي لا تهتز الشعيرات لأنها ضامرة ولا تتنبه الخلايا ولا تتحرر نواقل كيميائية وبالتالي لا يتنبه العصب السمعي.
فإذاً عملية زراعة القوقعة تكون عند عجز المعينة السمعية عن إيصال الأصوات اللازمة لتطور الكلام و اللغة، وطريقة عملها مختلفة عن سماعات الأذن، لأن زراعة القوقعة عبارة عن إدخال غرسة كهربائية إلكترونية بجانب ألياف العصب السمعي بقاعدة الخلايا، حيث تنبه العصب السمعي مباشرةً دون الحاجة إلى الأذن الداخلية التي لا تعمل.
وبالتالي نحن تجاوزنا كل آلية الاهتزاز و تجاوزنا كل تنبيه الخلايا المشعرة والتي بالأصل لا تعمل و قمنا بإدخال أقطاب بجانب ألياف العصب السمعي، و غالباً الأجهزة الحديثة 24 قناة تلتف حول ألياف العصب السمعي وتقوم بالتنبيه مباشرةً.
فهو عبارة عن تنبيه كهربائي بوحدة التيار مايكرو فولت، ولا يقوم بتسبب أي كهرباء، من هنا يكون عبارة عن تنبيه اصطناعي مع الوقت يعتاد عليه الدماغ ويصبح السمع طبيعي.
ونحن لدينا أطفال بعد سنتين و ثلاث سنوات أصبحوا أطفال طبيعيين مثلي ومثلك و منهم من يتحدث ثلاث لغات حتى الآن.
فطريقة عملهم مختلفة فالسماعات تُقوي الأصوات، ولكن استطباب القوقع يكون هو الحل عندما تعجز أقوى معينة سمعية موجودة بالسوق عن إيصال الأصوات.
2/ هل تجرى تلك العمليات للمرضى الفاقدين لحاسة السمع أو لديهم عيب خلقي؟
الاستطباب الرئيسي هو للأطفال الفاقدين لحاسة السمع، و هناك واحد من 1000 من الولادات الجديدة تولد لا تستطيع السمع و تكون تلك الحالات مجهولة السبب و تزداد النسبة في حالة زواج الأقارب.
يوجد بالإمارات حالياً ومعظم الدول مثل مصر و سوريا، مسح شامل لكافة الولادات وهي عبارة عن جهاز بسيط موجود بدور التوليد يسمى “اختبار البث القوقعي”، يبين إذا كان هناك نقص سمع أو لا، إذا ظهر سلبي نعيده بعد ثلاثة أيام، لاحتمالية وجود سائل داخل الأذن، إذا ظهر سلبي للمرة الثانية وقتها يتحول الطفل إلى قسم السمعيات.
نظل مستمرين بالاختبارات حتى الشهر السادس من العمر، وإذا ثبت نقص السمع نضع سماعة من عمر ست شهور إلى عمر السنة، و بعمر السنة تعاد الاختبارات مرة أخرى إذا لم يكون هناك فائدة من عمل السماعة، فنقوم بعمل زراعة القوقعة بعمر السنة.
هناك استطباب وحيد لإجراء عملية زراعة القوقعة بشكل أبكر بأعمار أصغر، و ذلك في حال وجود إلتهاب السحايا، ومن خلالكم نوجه رسالة للأهل إذا كان لديهم طفل وأصيب بالتهاب السحايا، يجب إجراء زرع القوقع باكراً إذا ما أمكن، لأن التأخير قد يسبب تقلس القوقعة، و بالتالي بعدها يستحيل إجراء عملية الزرع.
3/ بالنسبة للأشخاص البالغين الذين كان لديهم ضعف سمع وتم إهمالهم حتى فقدوا سمعهم نهائياً…هل مسموح لهم إجراء عملية زرع القوقعة؟!
عملية القوقعة تجرى في أي عمر، يعني هناك رجل بعمر 80 سنة في دبي وقد أجري له العملية تحت التخدير الموضعي، وكان قد ظل فترة من 12 سنة لم يستطع السمع نهائياً، وللأسف الكبار بالعمر الذين أصبح عندهم نقص سمع لا يستطيعون حتى قراءة الشفاه أو يتعاملون بلغة الإشارة و الوسيلة الوحيدة لهم هي الكتابة.
فنعم تجرى عملية زراعة القوقعة في أي عمر بشرط ألا يكون قد مضى أكثر من 15 سنة على نقص السمع، و يستعيد بعدها المريض حاسة السمع وبالتأكيد سيظل مدة حتى يتعود على التنبيه الاصطناعي (التنبيه الكهربائي) فقد يأخذ وقت من ثلاث إلى ست شهور ليقوم باستيعاب الكلام ويعود لطبيعته، وهناك أشخاص كبار بالعمر سعداء جداً بهذا العمل الجراحي.
4/ هناك بعض الحالات المرضية تعاني من مشكلة السمع في الأذنين… فهل من الممكن أن تكون عملية زراعة القوقعة في أذن واحدة أم في الأذنين؟!
في معظم الحالات تكون المشكلة بالأذنين لذلك تجرى في الأذنين طبعاً، و ذلك أفضل من الأذن الواحدة حتى تصل الإشارة إلى الدماغ من الطرفين، و حالياً بدولة الإمارات نعمل على الطرفين و العملية لا تأخذ أكثر من ساعتين أو ساعتين ونصف، فإذا يفضل إجراء العمليتين معاً وبالتالي يرجع الطفل يسمع باليمين واليسار و من سنة لسنتين يتحول لطفل طبيعي 100%.
أما بالنسبة للأشخاص البالغين إذا نقص السمع عميق تجرى بالأذنين، و في دولة الإمارات تجرى مجاناً للطرفين.
5/ ما هي تكلفة عمليات زراعة القوقعة؟
معظم التكلفة هي ثمن الجهاز لأن سعر الجهاز يتراوح من 15 إلى 30 الف دولار، وهناك أربع شركات عالمية متخصصة في تصنيع الأجهزة الخاصة بعملية زراعة القوقعة تكون مجانية لفئة المواطنين، فالإمارات بلد معطاء، و هناك الكثير من الجمعيات الخيرية التي تدعم الوافدين، وحملة وزارة الصحة “دعني أسمع”، وأيضاً برنامج تلفزيون الشارع يساهم في مجانية تلك العمليات بشكل كبير.
6/ هل تختلف آلية عمل زراعة القوقعة بين الشخص البالغ و الطفل؟!
لا تختلف، بل نفس التقنية الجراحية و نفس الطريقة، ولكن الطفل يأخذ وقت من 50 دقيقة لساعة، أما البالغ يأخذ ساعة وربع، و هذا باعتبار الجمجمة أكبر فذلك يأخذ وقت أكثر قليلاً.
7/ ما عمر الطفل المسموح به لإجراء عملية زراعة القوقعة؟
عمر السنة، لأنه عمر اكتساب ملكة الكلام و اللغة.
8/ هل تقوم الغرسة القوقعية بتوضيح الأصوات للمريض بنفس الدرجات و الأصوات للشخص العادي؟
يأخذ المريض وقت من ثلاث إلى ست أشهر حتى يستطيع تمييز الصوت بالنسبة للبالغين ولكن مع التطور التكنولوجي، يسمع معظم المرضى خلال ثلاث أيام فوراً، بشرط تكون الإشارة واضحة.
بالنسبة للأطفال يحتاج وقت من سنتين لثلاث سنوات حتى يتعلم الكلام و يميز الأصوات و يكتسب ملكة الكلام و اللغة.
9/ ما هي الشروط الواجب توافرها لإجراء عملية زراعة القوقعة؟
نعم هناك شروط
أولاً : أفضل عمر للعملية وهي الفترة الذهبية لتعلم الكلام واللغة و هو السنة
ثانياً: لا يكون هناك تشوهات شديدة بالقوقعة وإذا لم تكن هناك قوقعة لا تنجح العملية لأنه لا توجد أذن داخلية يدخل بها الالكترويد الكهربي.
ثالثاً : إذا كان هناك التهابات يجب معالجتها قبل العملية.
رابعاً : إذا كان هناك موانع من تخدير الطفل لمدة ساعة مثل مشكلة في القلب أو الرئة يجب معالجتها، و تؤجل العملية حتى يتحسن الطفل.
خامساً : دور الأهل هام جدا لنجاح العملية و لتأهيل الطفل، لأن عملية زراعة القوقعة هي بداية و ليست نهاية، بداية لطريق طويل يأخذ عدة سنوات و يتطلب مجهود كبير من الأهل، لذلك يجب تأهيل الأهل لهذا الدور، ونحن نقوم بعمل مقابلة لهم مع استشاري النطق و استشاري السمعيات لجلسات التأهيل، و ذلك لوصول الطفل لبر الأمان.
سادساً : إذا كان هناك تخلف عقلي شديد أو توحد لن تستفيد الحالة من العملية، لأن التأهل يتطلب تعاون الطفل و إذا كان هناك إعاقة عقلية فقد تعيق من تعاون الطفل و تجاوبه مع التأهيل و لن يستفيد من هذا العمل الجراحي، ونعم يكون هذا التأهيل بعد إجراء العملية.
10/ ما احتمالية فشل العملية أو فشل الجهاز المستخدم؟
نحن نقوم بعمل دراسة نتأكد من خلالها أن القوقعة طبيعية و نتأكد من وجود العصب السمعي، يعني نقوم بعمل تصوير طبقي محوري و تصوير مغناطيسي ونتأكد من المعطيات، وبعد إجراء العملية وقبل إغلاق الجرح يكون هناك أخصائي السمعيات يقوم بعمل قياسات للتأكد من عمل جميع القنوات وأنها موجودة داخل القوقعة حيث يتم معرفة العتبة السمعية خلال العملية.
الطفل إذا استقبل صوت عالي كثيراً يخاف ويرفض الجهاز وهذه مشكلة كبيرة، لذلك نقوم بعمل قياسات و نعرف العتبة السمعية وهي تفيد بالبرمجة، ففي أول جلسة نعطيه أربع برامج كل اسبوع أو 10 أيام برنامج واحد وبعدها نغير البرنامج ولكي نوصله إلى العتبة السمعية نأخذ من ثلاث لست شهور وغير مسموح إعطائه صوت عالي بالبداية ، حتى لا نضطر لمحاولة إقناعه بالجهاز مرة أخرى.
11/ هل إهمال الطفل من قِبل الأهل يؤثر على نجاح العملية؟
نعم يؤثر على نجاح العملية، فنجاح العملية يعتمد على البرمجة الصحيحة و التأهيل، ونحن نقوم بتنبيه الأهل إذا تم تركيب الجهاز فغير مسموح بعدها باستخدام لغة الإشارة نهائياً.
12/ هل هناك احتمالية لتلف الجهاز بعد العملية؟
الجهاز نوعين هناك جهاز داخلي وجهاز خارجي، الداخلي يزرع بالجمجمة وبعدها نصل بين الجهازين عن طريق المغناطيس، الجهاز الخارجي مثل أي جهاز إلكتروني يمكن أن يتعطل وإذا وقع ينكسر، و لكن حالياً مع التطور التكنولوجي للأجهزة المصنوعة من معدن التيتنيوم وهو معدن قوي فنسبة فشله هي أقل من 1%، لأنه مقاوم للصدمات، ولكن من قبل فشلت خمس عمليات بسبب ضرب على الرأس لأن الجهاز كان مصنوع من السيراميك الذي يُكسر من أي ضربه.
13/ بعد إجراء العملية كيف نتأكد من أن زراعة القوقعة كانت الخيار الأفضل؟
نحن نتأكد قبل العملية و ليس بعدها فنقوم بتجربة المعينة السمعية أولاً وعندما تعجز عن إيصال الأصوات اللازمة لاكتساب ملكة الكلام، وعندما يكون نقص السمع أقل من 90 ديسيبل والتمييز بالصوت أقل من 50% مع السماعة، لذلك نعلم أن عملية الزراعة هي الحل الأمثل.
14/ هل توجد آثار جانبية بعد إجراء العملية؟
تكون الآثار الجانبية قليلة جداً ولكن هناك مضاعفتين أساسيتين تكون أقل من 1%، وهي الالتهابات بسبب زراعة جسم غريب عن الجسم فبالتالي هناك احتمالية لرفضه وتعالج بالمضادات الحيوية، و نزيل الجهاز وبعد الشفاء نقوم بزرعه بعد شهرين أو ثلاث، أما المضاعفة الثانية فهي ضعف العصب الوجهي و لذلك نضع جهاز لمراقبة عصب الوجه ليقوم بتنبيهنا إذا اقتربنا من العصب الوجهي، ولكن شلل العصب الوجهي نادر جداً وأحمد الله لم يحدث معي حتى الآن.
تطرق الدكتور في حديثه إلى اختصاصات الجراحة فهم (جراحة الأذن، جراحة الأنف، جراحة الحنجرة عند الأطفال)، و أشار أن المختصين لتلك العمليات هم جراحين الأذن لأنهم يمتلكون خبرة بالزرع أو جراح الأطفال الذي يمتلك خبرة بالزرع ويكون متدرب على الأقل سنة أو سنتين بمركز زرع قوقعة، فهذه العملية هي عملية استثنائية تحتاج إلى تعلم خاص وخبرة خاصة، وحالياً صدر قانون من وزارة الصحة الإماراتية بترخيص خاص من الطبيب لإجراء هذه العملية.
15/ هل توجد أنواع للغرس القوقعي؟
هناك أنواع من الشركات تصنع جهاز الذي يدور دورتين و شركات تصنع الحلزون يدور دورة واحدة، و أنا أفضل الجهاز الذي يدور دورتين كاملتين حتى تنبه كل ألياف العصب السمعي و نستفيد من الألياف الموجودة بقمة الحلزون ولكن تقريباً الجهازين كان لهم نفس النتائج من معظم الشركات.
16/ كيف يتم تحديد النوع الأفضل لحالة المريض؟
أنا استخدم ثلاث أنواع رئيسية، و نحن نعطي الخيار للمريض إلا إذا وُجِد تشوه معين يتطلب جهاز معين ولكن إذا كان التشريح طبيعي نعطي أسماء الأجهزة للمريض و نعطيه وقت الاختيار ويقرر الخيار المناسب له، حتى اتجنب التحيز لأي جهاز أو شركة بعينها و تقريباً تتقارب تكلفة الجهاز بين الشركات الثلاث.
17/ هل هناك بديل لعمليات زراعة القوقعة؟
لا يوجد بديل، لأن البديل كان السماعة فالسماعة عجزت عن إيصال الصوت إلى الأذن الداخلية فإذا لا يوجد بديل لعملية زراعة القوقعة.
18/ متى نقوم بعملية جذع الدماغ السمعي؟
تتم عملية جذع الدماغ السمعي عندما لا يكون هناك قوقعة نهائياً، و عندما يكون التقلص شديد بالقوقعة ناجم عن التهاب السحايا، و أيضاً عند غياب العصب السمعي فعندها يجرى الزرع، وهو عبارة عن شريحة صغيرة تزرع فوق نواة العصب السمعي و هذه العملية يجريها جراح الدماغ (جراح العصب السمعي) بالتعاون مع جراح القوقعة، و نحن أجرينا بالإمارات منها عمليتين ولكن بإشراف فريق تركي من حوالي تسع سنوات وذلك يحدث في حالات معينة مثل ما ذكرنا.
19/ تقنية السماع بالضوء او غرسات الضوء تقنية ألمانية جديدة و تعد بديل حديث لعمليات زراعة القوقعة…من وجهة نظرك هل ممكن ان تطبق تلك التقنية كأسلوب حديث؟
القوقعة عبارة عن تنبيه كهربائي لا ينطبق عليه الضوء نهائياً لأنه لا يعبر الجلد، و من رأي لا أعتقد أنها ستكون بديل لعملية زراعة القوقعة.
20/ لم تستخدم حتى الآن تقنية الليزر في عمليات زراعة القوقعة…فهل من الممكن التطرق لها في الفترة القادمة؟
لا يوجد دور لليزر بعمليات الزرع، ولكن هناك عمليات عالمية تجرى بالروبوت ولكني اعترض على استخدام الروبوت لأن العملية بالروبوت تأخذ ثلاث ساعات، بالرغم من أنها لا تأخذ أكثر من ساعة، فلماذا أقوم بتخدير طفل ثلاث ساعات و أنا أستطيع القيام بالعملية في 50 دقيقة فقط، و أيضاً حفر جوف الغشاء الذي يكون خلف الأذن الروبوت لا يقوم بحفره ولا يقوم بعمل الجرح بل الدكتور من يقوم بهذا فالروبوت ما زال في مرحلة التجارب وانا غير مقتنع به صراحة.
21/ هل يمكنك تقديم نصيحة للوقاية من فقدان السمع و طرق الاكتشاف المبكر لضعف السمع؟
نحن نكتشف كثيراً من الحالات المتأخرة للأسف، وذلك خارج دولة الإمارات، لأن الإمارات وبعض دول الخليج تقوم بعمل مسح سمعي كامل لكل الولادات الجديدة وبالتالي يكون التدخل مبكر.
أما بالنسبة للكبار هناك أشخاص يعارضون فكرة السماعة و خصوصاً الصبايا الصغار في عمر 15 سنة يعترضوا على وضع السماعة و يعتبرونها إعاقة، ولكن ضعف السمع لا يعتبر إعاقة وأنا اقوم بإقناعهم لإجراء العملية لتستمر حياتهم بشكل أفضل.
و أيضاً يجب علينا تجنب الأصوات المرتفعة، نتجنب الدجيج العالي في الأفراح لأن ذلك ملوثات البيئة، كما توجد بعض الأدوية للأذن والتي يجب تجنبها مثل المضادات الحيوية، و يجب علينا حماية الأذن من دجيج المعامل و ارتداء الواقي الصوتي، و التدخل الجراحي المبكر، وأنا اوجه رسالة أنه لا توجد مضاعفات نهائياً، لا يسبب الحلزون صرع نهائياً و أؤكد على دور الأهل وتأهيلهم لما بعد العملية.