ندا حمدي محمد -القاهرة/مصر
أدى فتح بوابات سد علال الفاسي الواقع بمنطقة صفرو ، لتصريف الفائض من المياه المخزنة فيه ، إلى فيضانات جارفة في واد سبو، وتسبب ذلك في خسائر فادحة لعدد من المزارعين الذين جرفت المياه أراضيهم الزراعية ، خاصة في تجمع عين قنصرة بمحافظة مولاي يعقوب.
و جاء افتتاح بوابات سد علال الفاسي بعد تدفق كميات كبيرة من المياه على خزانه ، نتيجة العاصفة الرعدية القوية التي ضربت منطقة صفرو مساء أمس، حيث تسببت هطول أمطار غزيرة على عدد من المناطق ،و أدى ذلك إلى رفع حمولة المياه من روافد وادي سيبو قبل أن يتم إفراغها في مجرى السد المذكور أعلاه.
قال المهدي الودغيري رئيس دائرة تتبع وتقييم الموارد المائية بوكالة حوض المياه في سبو ، إن علية سد علال الفاسي شهدت ، في وقت قصير ، مساء اليوم الأحد ، زخات مطر كبيرة ، مبيناً أن المحطة الهيدرولوجية لعين سبو الواقعة بمنطقة صفرو سجلت هطول أمطار بلغ أكثر من 48 ملم في أقل من نصف ساعة.
وأوضح رئيس محطة تتبع وتقييم الموارد المائية بوكالة حوض المياه سبو ، أن هذه الترسبات الاستثنائية أدت إلى وصول حمولة كبيرة من المياه إلى وادي سبو ، لافتاً إلى أن تدفق المياه وارتفع الاخير ، في نفس اليوم ، على مستوى محطة العزبة ، الكائنة في عاليه،سد علال الفاسي من 2.5 متر مكعب في الثانية الى 500 متر مكعب في الثانية.
وأضاف المسؤول نفسه أن حمولة وادي سبو من المياه الجارفة رفعت معدل ملء سد علال الفاسي إلى 100 في المائة ، مبيناً أنه بحسب التدفقات المائية الهائلة وحفاظاً على سلامة منشأة المياه المذكورة أعلاه ، فإن تم فتح بوابات السد لتصريف جزء من المياه الداخلة إليه بعد إخطار السلطات محلي بذلك.
وأوضح الودغيري أن الحد الأقصى لتدفق المياه المصروفة من السد بلغ 180 مترا مكعبا في الثانية ، مقابل واردات مائية بنحو 500 متر مكعب في الثانية ، مبينا أن الدور الرئيسي لسد علال الفاسي يكمن في تحويل المياه. من حوض علياء سبو باتجاه سد إدريس الأول الواقع في وادي عنون ،بهدف إنتاج الطاقة الكهرومائية على مستوى محطة مطماطة.
غمرت فيضانات وادي سبو ، نتيجة تدفق مياه سد علال الفاسي ، حيث أغرقت مساحات شاسعة من الحقول الزراعية ، خاصة في مجتمع عين قنصرة ، حيث اجتاحت مياه السيول هكتارات من البطيخ الأحمر، بالإضافة إلى المسحات الأخرى المخصصة لزراعة القرع الأخضر.
خرجت مياه وادي سبو عن مسارها ، ما أدى إلى إتلاف كميات كبيرة من أكوام التبن التي كانت لا تزال ترقد في الحقول الممتدة على ضفاف وادي سيبو ، بالإضافة إلى تدمير عدد من المعابر المؤقتة التي أقيمت على وادي سيبو لكسر العزلة عن السكون المحلي.
وقال رشيد الصفحي ، مزارع في بلدة عين قنصرة ، إنه تكبد خسائر فادحة بعد أن جرفت مياه وادي سبو أرضه الزراعية التي تضم 15 هكتارا من البطيخ الأحمر ، موضحا أن هذه السيول، حيث تفاجأ فلاحو المنطقة نتيجة عدم إبلاغهم مسبقا بتصريف مياه سد علال الفاسي ، من أجل اتخاذ الاحتياطات وحفظ ما يمكن إنقاذه.
تسببت العاصفة الرعدية المذكورة ، التي ضربت مناطق واسعة من منطقة صفرو ، في خسائر مادية كبيرة ، لا سيما في تجمع الرباط الخير ، حيث تسببت الأمطار الغزيرة في إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية في مركز التجمع.
كما أسفرت هذه الأمطار ، بحسب مصادر محلية من نفس المنطقة ، عن جرف المعابر وإلحاق أضرار جسيمة بالحقول والأشجار المثمرة ، إضافة إلى نفوق ما يقرب من 300 رأس من الأغنام والماعز.