ناقش المجلس العلمي الأعلى، في اجتماعه الدوري الـ31، الذي اختتم أعماله اليوم السبت بالرباط، الخطوط العريضة لخطة تنزيل قيم الدين الإسلامي من أجل تزكية الحياة.
وتهدف هذه الخطة إلى تعزيز قيم التسامح والوسطية والتعايش في المجتمع المغربي، وتعزيز الحضور الإعلامي والتواصلي للمؤسسة العلمية.
وبدا لافتا تركيز المجلس على الجانب الإعلامي وتعزيز حضوره فيه، وهي الخطوة التي يمكن أن تعيد الاعتبار إلى البعدين القيمي والديني في المجتمع، وإحيائهما في نفوس المغاربة، وتعزيز وحدتهم وتماسكهم انطلاقا من أسس ومرجعيات متينة.
أوضح إدريس الكنبوري، الباحث في الشأن الديني والفكر الإسلامي، أن المجلس العلمي الأعلى، من الناحية المبدئية، “يعي جيدا الظرفية الحالية التي يمر بها المغرب، والتحولات الكبيرة التي طالت القيم وواقع التدين”، مضيفا أن المجلس يسعى إلى سد “الفجوة بينه وبين الواقع الجديد”.
وسجل الكنبوري أنه تم تحديث هيكلة المجلس، مشيرا إلى أنه أنشِئَت مجالس جهوية للمرة الأولى وتم إحداث “كتابة عامة وتطعيم المجلس بوجوه جديدة؛ وهذا يعني أن المجلس لديه خطة جديدة للإقلاع والخروج من الجمود السابق”.
وأكد أن مهمة المجلس أصبحت “حاجة ملحة، فهناك طلب اجتماعي متزايد عليه لكون المواطنين يتساءلون اليوم عن دور العلماء في المغرب، ودور النخب العلمية والفكرية في ظل التحولات الجديدة التي مست الخطاب حول الإسلام في المغرب والعالم العربي عموما”.
كما أبرز أن “هناك تسيبا كبيرا في المغرب حول الإسلام، وهناك مساحة واسعة من الجهل بالدين تتزايد باستمرار مع مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تنتج لنا خطابات سلبية تجاه الدين والقيم الدينية والوطنية؛ وهذا يعني أن دور المجلس أصبح راهنيا”.
ولفت الباحث في الفكر الإسلامي إلى أن المعضلة التي يعيشها المجلس تتمثل في “غياب صوته في المغرب، فهو غائب عن النقاش العمومي، بل أصبح هدفا لحملات خبيثة تريد النيل من ومن مؤسسة إمارة المؤمنين”.
وتابع قائلا إن المجلس عليه أن يضع “استراتيجية إعلامية وثقافية واضحة، فموقعه على الإنترنت مجمد منذ فترة طويلة، ومجلته التي أصدرها قبل سنوات توقفت في الأعداد الأولى، مما أعطى الانطباع بأنه متردد في خياراته”.
ولفت إلى أن المجلس العلمي الأعلى يجب أن “يحدث نقلة نوعية في عمله، وينفتح على قضايا المجتمع، ويستوعب طاقات وكفاءات فكرية وعلمية جديدة ذات اطلاع على منتجات الفكر العالمي”.