تنظم مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالدار البيضاء للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، معرضا لتكريم للأنثروبولوجي الراحل، الفرنسي مارك أوجيه.
وافتتحت المؤسسة معرضا لمؤلفاته، مع إعداد بيبليوغرافيا أعماله المتوفرة باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية.
وقالت المؤسسة إن أعمال الباحث الراحل “أنجزت تحولا على مستوى موضوعات وجغرافية البحث الأثنوغرافي والأنثروبولوجي، خلال مطلع الأسبوع الجاري من شهر يوليوز؛ إذ انتقل من الانشغال على الجماعات والمجتمعات التقليدية غير الأوروبية ليوجه أبحاثه نحو المجتمعات الغربية المعاصرة والتحولات التي يشهدها مسلسل التحديث فيها”.
وذكرت مكتبة آل سعود بالبيضاء أن “كتابات مارك أوجيه الغزيرة شديدةُ الثراء، دقيقةُ التركيب، وهذا ما يجعلها علامة مميزة في المدرسة الأنثروبولوجية الفرنسية”.
وتابعت: “شرع أوجيه منذ الثمانينيات في توسيع ميدان أبحاثه ليشمل أوروبا وأمريكا الجنوبية، كما جَدَّد في موضوعاته لتشمل، فضلا عن السلطة والدين والقرابة، موضوعات أخرى مثل المرض، الموت، الفضاء، الزمن، السرد، الخيال، المتخيل، الأطلال، المعمار، المدينة، الذاكرة، النسيان”.
وواصلت المكتبة ذاتها مذكرة باهتمام الراحل بـ”ظواهر من الثقافة الجماهيرية مثل ديزني لاند، كرة القدم، ركوب الدراجات، السياحة، البحر وغيرها”، في وقت ظل “محور تحليلاته منصبا على فهم آليات اشتغال الأنظمة الرمزية، التي لا تكتسب فعاليتها إلا في مكان وزمن محددين”؛ ولهذا، تابعت، “عمل في كتاباته على بلورة مفاهيم محورية، مثل اللاأمكنة “Non-lieux”، ومفهوم المعَاصَرة “La Contemporanéité”، والحداثة المفرطة “La Surmodernité””.
ويفسر المعرض تحول اهتمامات أوجيه من “البعيد الأفريقي” إلى “القريب الأوروبي”، ومن “عالم القبائل” إلى “عوالم المدينة”، بكونه “ثمرة انهمامه بفهم تعقيدات ‘العوالم المعاصرة’؛ فأسس لهذه الغاية سنة 1992 ‘مركز البحث في أنثروبولوجيا العوالم المعاصرة’ بمدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية في باريس، بمشاركة جيرار ألطاب، وجون بازان، وإيمانويل ثيراي”.
وكان الأنثروبولوجي الفرنسي مارك أوجيه أنثروبولوجي “من خريجي المدرسة العريقة ‘l’Ecole normale supérieure’ سنة 1957، وقد برع في الآداب الكلاسيكية”، وانخرط “في ستينيات القرن العشرين في حلقات الدرس الأنثروبولوجي.
كما استحضر المعرضُ المسلّطُ الضوءَ على أعمال أوجيه مساره الذي جعله “مديرَ أبحاث بمدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية في باريس، ثم مديرا لها خلال سنوات (1985-1995) خلفا لأبرز المؤرخين الفرنسيين فرنان بروديل، ثم جاك لوغوف، ففرانسوا فوري”.