علقت إريكا موينيز، الوزيرة السابقة للشؤون الخارجية في جمهورية بنما، إن القرار الأخير، الذي اتخذته بلادُها بسحب الاعتراف وتعليق علاقاتها الديبلوماسية مع “البوليساريو”، أواخر شهر نونبر 2024، “أيدَه الكثيرون منا في القيادات السياسية لهذا البلد المنتمي إلى الفضاء المطل على الأطلسي، معلنة أن “قرار تعليق الاعتراف بالبوليساريو يفتح باب علاقاتٍ أقوى مع المغرب”.
وفي تصريح مصور استقتْه وسائل إعلام مغربية، على هامش مشاركة المسؤولة البَنمية في جلسة نقاشية عامة بعنوان “الجنوب ومستقبل تعددية الأطراف”، اليوم الجمعة بمؤتمر “الحوارات الأطلسي”، أكدت موينيز، تفاعلا مع سؤال للجريدة، أن “قرار تعليق العلاقات، ورغم أنه كان متأخرا كثيرا، فإننا نأمل الآن أن يفتح الباب لعلاقة أقوى مع المغرب وهو ما نتطلع إليه ونعتقد أن الوقت قد حان لذلك”.
وأكملت وزيرة خارجية بنما سابقا بالقول إنها “تعتقد بأن العلاقة بين المغرب وبنما ستصبح أقوى بكثير في الوقت الحالي؛ وهو الوقت المناسب لذلك…”، مسجلة بإيجاب “التطلع إلى دور أكبر للجنوب، وهذا هو التعاون الأطلسي بين البلدان الإفريقية وبلدان أمريكا اللاتينية”.
وأشارت موينيز، ضمن التصريح ذاته، إلى أن “هناك الكثير مما يجري بين المغرب وبنما من التعاون الثنائي الأكاديمي، والتعاون الثقافي، وكذا الإنتاج المشترك”، خاتمة: “ولذلك، نحن مُتحمسون ومهتمون للغاية برؤية ما هو قادم في هذه المرحلة من العلاقة بين هذا البلد اللاتيني والمغرب”.
وينتظر أن يُعزز القرار الجديد لتعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وبنما في مجالات متعددة؛ بما في ذلك الاقتصاد، التجارة، والتعاون الثقافي. كما أعربت المسؤولة البنمية عن “تطلعها” إلى شراكات استراتيجية أقوى مع المغرب؛ نظرا لموقعه الجغرافي كبوابة إلى إفريقيا وأوروبا، ودوره الإقليمي كفاعل رئيسي في تعزيز الاستقرار والتنمية.
وفي 21 نونبر الماضي، كان تعليق جمهورية بنما اعترافها بما يسمى “الجمهورية الصحراوية” الوهمية “ضربة تاريخية قاصمة” لمرتزقة جبهة البوليساريو وداعمتها الجزائر، ويعزز في المقابل دينامية الملك محمد السادس في ملف الصحراء التي جعلت مغربية الصحراء حقيقة ثابتة.
وجمهورية بنما كانت أول بلد في أمريكا اللاتينية اعترف بـ”الجمهورية الصحراوية” الوهمية في سنة 1980. وبعد تذبذب زمني بين سحب الاعتراف وإعادته، جاء بلاغ الخارجية البنمية، لينخرط في “مد دولي” داعم لمغربية الصحراء، آخره قرار مجلس الأمن رقم 2756.
وكان بيان للدبلوماسية البنمية قد أورد أنه “وفقا لمقتضيات القانون الدولي، قررت حكومة بنما، اعتبارا من التاريخ سالف الذكر، تعليق العلاقات الدبلوماسية” مع “الجمهورية الصحراوية” الوهمية.