عبدالله دغيم-ادلب/سوريا
يشتهر كل شعب بأنواع محددة من الأكلات التي لربما يتفرد بها عن غيره، ولربما يكون لهذه الأكلات أسماء غريبة تميزها من بين المأكولات الأخرى، ففي مصر مثلاً يأكلون “أصابع زينب ” أما في سورية فهناك ” حراق إصبعه”، إلى جانب العديد من المأكولات الأخرى المشهورة على كل سفرة في المنازل السورية، ذاع صيتها بين العوائل بأسمائها الغريبة قبل طعمها اللذيذ، وقد اخترنا لكم اليوم بعضاً من هذه المأكولات الغريبة الاسم لنعرفكم على أصلها.
يهودي مسافر
نعم فلا غرابة بأن ترتبط بعض أسماء الأطباق ببعض الديانات، حيث تقول الروايات القديمة أن أصل هذا الطبق يهودي، اشتهر به سابقاً يهود تركيا وسوريا معاً، وعندما تعرف عليه المسلمون أطلقوا عليه اسم “يهودي مسافر”، ويتكون الطبق من الباذنجان والكوسا والصنوبر والزيت والبرغل، مضافاً إليها بعض من الثوم والكزبرة.
حراق اصبعه
اتفقت الروايات على لذة هذا الطبق إلا أنها اختلفت حول أصل تسميته، ولكن الرواية التي ذاع صيتها تشير إلى أن أحد الرجال دخل على زوجته وأراد أن يتذوق ما كانت تعده من الطعام، إلا أن الطبق كان ساخناً فاحترقت اصبعه بالطعام، ليطلق بعدها على هذا الطبق المعد من العدس والبصل والثوم والتمر الهندي مضافاً إليها بعضاً من الرمان ودبس الرمان والقليل من قطع الخبز المحمص “حراق إصبعه”.
طباق روحو
يرجع الدمشقيون القدامى اسم هذا الطبق إلى قصة ملك وملكة أنجبا بنتاً بعد سنوات طويلة من الزواج، وأسموها “روحو”، إلا أن تلك الأميرة لم تكن تتقبل معظم الأطعمة التي تقدم لها، مما دفع الملك للبحث عن طباخ محترف يمكنه أن يعد لها أطعمة تفتح شهيتها على الطعام، ليأتي عامل بسيط في مطعم شعبي ويتمكن من إقناعها بهذا الطبق الشهي، فاقترن اسم الطبق باسمها وأطلق عليه “طباق روحو”.
ست ازبقي
أو كما ينطق باللهجة الشامية “ست ازبئي” وهذا الطبق اللذيد ذو الاسم اللطيف اشتهر به أهالي دمشق خاصة، وكما تقول الروايات فإن اسم هذا الطبق ينسب إلى سرعة أكله، إذ تعني كملة “ازبقي” في اللهجة الشامية “أسرعي”، وكان سابقا يدعى باسم “يا ستي ازبقي”، أي أسرعي يا جدتي بالهروب من جدي، ويتكون هذا الطبق الشهي من العدس المسلوق، مضافاً إليه بعض من اللحمة المقلاة مع البصل والثوم والكزبرة، إضافة إلى المعكرونة وحمض الليمون لإعطائه مذاقاً فريداً ولذيذا.
شيش برك
اشتهر السوريون بهذا الطبق المميز والشهي، إلا أن الروايات تنسب أصله وتسميته إلى تركيا، إذ تقول أن “الشيش برك” أو كما تعني بالتركية “الباشا وعساكره” طبق انتقل إلى سوريا خلال فترة الخلافة العثمانية فحافظ عليه السوريون وأضافوا إليه بعضا من لمساتهم ليشتهروا به، وهو طبق يتكون من حبيبات من العجين محشوة باللحمة ومطبوخة باللبن، مضافاً إلها القليل من الثوم والكزبرة المقليان بالزيت أو السمن البلدي لإعطائه طعماً فريداً.
الشاكرية
اختلفت الروايات التي يتداولها الدمشقيون عن سبب تسمية الشاكرية بهذا الاسم، فالشائع أن إحدى الأمهات التي بدأت بطبخ هذا الطبق كان لديها شاب اسمه شاكر وكان يحب هذه الأكلة كثيرا، فاقترن اسم الأكلة باسمه وأطلق عليها “شاكرية”، وتتكون الأكلة من اللحم المطبوخ باللبن والبصل، وتقدم إلى جانب طبق من الأرز، حيث تعد الشاكرية من أكثر الأطباق السورية شهرة وخاصة في العاصمة السورية دمشق.
شيخ المحشي
مثلها مثل سائر بلدان الوطن العربي إذ تشتهر سوريا بأطباق المحاشي عامة، وخاصة مدينة حلب التي تشتهر بطبق «شيخ المحشي»، الذيلا تتضمن حشوته الأرز وإنما تقتصر على اللحم والبهارات فقطإضافة إلى بعض المكسرات، ولربما تعود تسميته بكلمة شيخ تميزاً له عن مختلف أنواع المحاشي، إذ تزيد الكلمة من مكانة هذا الطبق، ويتكون الطبق من الكوسة المقلية المحشوة باللحمة المفرومة والبهارات والقليل من المكسرات وتطبخ باللبن، وهو شبيه بطبق ” الأبلما اللبناني”.