أمين المظالم الإسباني يؤكد استخدام العنف ضد المهاجرين في “مأساة مليلية” وعدم احترام حقوقهم
محمدالحطابي – ليشبون / البرتغال
أكد تقرير لأمين المظالم الإسباني أنجيل غابيلوندو تعرض المهاجرين خلال “مأساة مليلية” في 24 يونيو الماضي إلى العنف وعدم تقديم المساعدة اللازمة لهم، مع انتهاك حقوقهم.
ونقلت وكالة “أوروبا بريس” تقريرا لأمين المظالم حول الأحداث، رصد فيه أن المهاجرين تعرضوا للسحق ورشقوا بالحجارة من قبل الحرس المدني الإسباني، مع ضعف تقديم المساعدة لمن تمكنوا من عبور السياج، رغم حاجتهم لها.
وأكد التقرير أن الصور المأخوذة من مروحية الحرس المدني تمكن من رؤية الخطر الذي كان يتعرض له المهاجرون وتكدسهم في مكان ضيق وتعرضهم للسحق عند أحد المعابر بالسياج الحدودي، مفندا ادعاء الداخلية بأن قواتها لم تكن على اطلاع بخطورة الوضع.
وفي الوقت الذي أكدت فيه الحكومة الإسبانية أكثر من مرة، خاصة على لسان وزير داخليتها، الاستخدام المتناسب للقوة، توقف أمين المظالم على كون الحرس الإسباني ألقى الحجارة على المهاجرين واستخدم الغاز المسيل للدموع ضدهم، وهو نفس الأمر الذي حدث من جانب القوات المغربية.
كما نقل التقرير مضمون أحد الفيديوهات المصور عبر طائرة بدون طيار، والذي يبين تبادل الرشق بالحجارة بين المهاجرين وقوات الأمن الإسبانية التي رشقت مهاجرين صعدوا فوق السياج الحديدي.
كما بينت المشاهد المصورة من الحادث المأساوي إلقاء الغاز على المهاجرين الذين كانوا يحاولون اختراق إحدى البوابات الحدودية، ورميهم بالحجارة من طرف الحرس الإسباني.
واعتبر أمين المظالم أن كل هذه التصرفات التي جوبه بها المهاجرون، يمكن أن تكون سببا في “تكثيف الوضع الخطير” وتأجيج الوضع بالمعبر الحدودي.
كما رصدت مقاطع الفيديو دخول حوالي 470 مهاجرا للأراضي التي تسيطر عليها إسبانيا، في حين تحدثت الحكمة الإسبانية عن 134 فقط، وهو ما يبرز العدد الكبير لحالات الطرد الجماعية للمهاجرين مباشرة بعد دخولهم مليلية المحتلة.
وعلى الرغم من كون وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا تحدث عن “الالتزام الصارم بالقانون” مع المهاجرين الذين عبروا السياج، إلا أن تقرير أمين المظالم أبرز أن بعض أفراد القوات المغربية دخلوا إلى تراب مدينة مليلية، وقد قام أفراد الحرس الإسباني بتسليمهم المهاجرين الذين نجحوا في العبور، من أجل إعادتهم للمغرب.
ويبين التقرير أن المهاجرين الذين دخلوا إلى مليلية لم يتمتعوا بالضمانات التي يكفلها لهم القانون، حيث لم تتجاوز فترة بقائهم بالثغر المحتل الدقيقتين، ما يدل على أنه جرى رفضهم دون الاستماع لهم أو تقديم طلبات لجوئهم.
كما انتقد تقرير أمين المظالم عدم مساعدة “جثتين” كانتا على الطريق خلال الحدث، كما أن سيارة الإسعاف التي كانت قريبة من الأحداث لم تتدخل ولم يتم استخدامها.
وتنفي وزارة الداخلية الإسبانية استخدام العنف في حق المهاجرين، وتؤكد أن استخدام القوة كان متناسبا مع العنف الذي استخدمه المهاجرون خلال هذه الأحداث، وأن الوفيات لم تقع في مليلية بل في المغرب، في حين أكد برلمانيون شاركوا في مهمة استطلاعية نحو السياج الحدودي قبل أيام الاستخدام المكثف للعنف ضد المهاجرين وسقوط وفيات قبل نقلها للمغرب، مع طرد المهاجرين وانتهاك حقوقهم.