سهيل الشارحي- اليمن
تصعيد مستمر يشهده حلف الناتو، بعد سقوط صاروخ في الأراضي البولندية مجهول المصدر، تسبب بمقتل شخصين بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، ما جعل حلف الناتو يصدر بيانًا يحمل في مضمونه، أن حلف الناتو سيدافع عن كل شبر من أراضي دول الحلف الناتو، لكن التحليلات متضاربة عن مصدر اطلاق الصاروخ.
وقال مسؤول بولندي لشبكة CNN إنه لم يتم تأكيد أي شيء حتى الآن وأن التحقيق في الحادث مستمر، قد ركز بشكل أكبر على عشرات الضربات التي حدثت في الساعات التي سبقت سقوط الصاروخ.
ووصفت إستونيا العضو في حلف شمال الأطلسي سقوط صواريخ داخل بولندا بأنها “الأكثر إثارة للقلق”, وأن استهداف بولندا كأنه يستهدف الناتو بشكل مباشر.
و أشارت وزارة الخارجية الإستونية أن : “آخر الأخبار من بولندا هي الأكثر إثارة للقلق. نحن نتشاور عن كثب مع بولندا وحلفاء آخرين. إستونيا مستعدة للدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو. نحن في تضامن كامل مع حليفنا الوثيق بولندا”.
وقال ميخايلو بودولياك مستشار رئيس مكتب زلينسكي، إن هناك منطق واحد فقط يجب اتباعه، وهو أن روسيا بدأت الحرب وتشنها، فروسيا تهاجم أوكرانيا بكثافة بصواريخ كروز، وحولت الجزء الشرقي من القارة الأوروبية إلى ساحة معركة لا يمكن التنبؤ بها، فالنية، ووسائل التنفيذ، والمخاطر، والتصعيد، كل هذا يأتي من روسيا وحدها، لكنه لم ينفي بشكل صريح التقارير التي تؤكد أن الصاروخ اطلق على يد القوات الأوكرانية.
مجددً القول أنه ليس هناك تفسير آخر لأي حادث صاروخ هنا، فعندما تشن دولة معتدية ضربة صاروخية متعمدة وواسعة النطاق ضد دولة كبيرة في القارة الأوروبية، وذلك بأسلحتها القديمة التي تعود للحقبة السوفيتية (وهي صواريخ من طراز Kh)، تحدث المأساة عاجلا أم آجلا، على أراضي الدول الأخرى أيضًا”.
لكن ليس وحدها القوات الروسية من استخدمت ذخائر وصواريخ روسية الصنع، بل أن القوات الأوكرانية ايضًا استخدمة صواريخ روسية الصنع كجزء من نظام دفاعها الجوي، وتعود أنظمة الأسلحة من الجيل الأقدم إلى الفترة التي كانت فيها كل من روسيا وأوكرانيا جزءً من الاتحاد السوفيتي السابق.
وكان خبراء روس قد حددوا الصورة من موقع الانفجار بشكل لا لبس فيه على أنها أجزاء لصاروخ موجه مضاد للطائرات من نظام الدفاع الجوي إس -300 التابع للقوات الجوية الأوكرانية. حسب قول وزارة الدفاع الروسي.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بات رايدر: إن الولايات المتحدة “على علم بالتقارير الصحفية التي تؤكد أن صاروخين روسيين سقطوا في بولندا بالقرب من الحدود الأوكرانية ولكن ليس لديها حاليًا معلومات تدعم هذه التقارير”.
مضيفًا أن الولايات المتحدة ستدافع عن كل شبر من أراضي الناتو”، وأنها واثقة جدًا” بشأن حماية قواتها في أوروبا، بل عندما يتعلق الأمر بحماية القوة، فإننا نتعامل دائما مع سلامة وأمن قواتنا بغض النظر عن المكان الذي يخدمون فيه على محمل الجد”.
وردت موسكو عن الأتهامات الموجة اليها بشأن سقوط الصاروخ ،بأن روسيا لم تقم بإطلاق اي صاروخ بتجاه الأراضي البولندية.
وقال وزير الدفاع الروسي، إن “تقارير وسائل الإعلام البولندية وتصريحات المسؤولين حول السقوط المزعوم لصواريخ روسية في قرية برزيودو، تعتبر استفزازا متعمدا من أجل تصعيد الموقف”.
مؤكدً أن القوات الروسية لم تقوم بضرب اي أهداف عسكرية أوكرانية بالقرب من الحدود البولندية، وأن الصور التي تداولتها وسائل الإعلام البولندية من مكان وقوع الصاروخ في قرية برزيود ليس للقوات الروسية أي علاقة بها.
وحمل وزير الدفاع الروسي النظام الدفاع الجوي الأوكراني مسؤولة الانفجار الذي وقع خارج قرية برزيودو البولندية الريفية، الثلاثاء.
وقال مسؤولان أمريكيان مطلعان على التقييمات الأولية بشأن سقوط الصواريخ، إن القوات الأوكرانية هي مصدر أطلاق الصاروخ، على الرغم أنه روسي الصنع، مدللين على ما ألمح الية الرئيس الأمريكي في تصريحات سابقة، عندما قال إنه “من غير المحتمل” أن يكون الصاروخ قد نشأ في روسيا.
وأكدا المسؤولان، اللذان لم يذكر اسميهما لشبكة CNN، إنه تمت مناقشة التقييمات الاستخباراتية حول حادث الصاروخ في الاجتماع الطارئ الذي دعا إليه بايدن على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي، وستكون تلك التقييمات أيضًا موضع نقاش في اجتماع سفراء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في بروكسل.
وكان الرئيس الأمريكي بايدن، قد أكد في وقت سابق ،أن المعلومات الأولية تشير إلى أنه من غير المؤكد أن الصاروخ الذي سقط في بولندا، أُطلق من روسيا، مشيرًا انه لا يجب القول إن الصاروخ أطلق من روسا، حتى تكتمل إجراءات التحقيق الإستخباراتية، وأنه من غير المحتل أنه تم إطلاقه من روسيا، لكننا سنرى.
وأشارت تقارير استخباراتية أمريكية، بأن الصاروخ الذي سقط في شرق بولندا روسي الصنع، لكن من المحتمل أن القوات الأوكرانية أطلقته، في محاولة منها لاعتراض هجوم روسي.
وصرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الأربعاء، إن التحليل الأولي يشير إلى أن الحادث كان “على الأرجح” بسبب صاروخ دفاع جوي أوكراني.
محملًا روسيا المسؤولية النهائية، فهي تواصل حربها غير القانونية ضد أوكرانيا، وأنه ليس خطاء اوكرانية،ويضيف أنه ليس لديهم ما ينذر أن روسيا تستعد لشن عمليات عسكرية ضد حلف الناتو.