هاجر نصر ـ القاهرة/ مصر
احتفل المصريون بشم النسيم لأول مرة خلال العصر المصري القديم (حوالي 2700 قبل الميلاد) و استمروا في الاحتفال به خلال العصر البطلمي والعصر الروماني والعصور الوسطى، وحتى يومنا هذا. وفقًا للسجلات التي كتبها فلوطرخس خلال القرن الأول الميلادي، اعتاد المصريون القدماء تقديم الأسماك المملحة والخس والبصل لآلهتهم خلال عيد الربيع المعروف باسم شمو
أصل تسمية يوم شم النسيم؟
ترجع أصل تسمية يوم شم النسيم بهذا الاسم بسبب أن المصريين القدماء (الفراعنة) كانوا يطلقون على هذا اليوم اسم ”عيد شموس” وكان يرمز هذا العيد عندهم إلى يوم بعث الحياة، حيث كان يعتقد القدماء المصريون أن هذا اليوم يوافق بداية الزمان.
وكانوا يتصورون أن يوم عيد شموس هو بداية الخلق للعالم، إلا أنه مع مرور السنين ومروراً بالعصر القبطي تحول هذا الاسم إلى «شم» ثم أضيفت إليه كلمة «النسيم» إشارة إلى نسمة الربيع و ارتباط هذا اليوم بفصل الربيع الذي يتصف باعتدال الجو، وما يصاحبه من احتفال بالخروج إلى الحدائق والمتنزهات العامة والاستمتاع بجمال الطبيعة.
عامة الشعب كانوا ينتظرون مثل هذه الأعياد و المناسبات للاحتفال بها في صورة تناول كل ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات في حدود إمكاناتهم، ومن ضمن هذه الأطعمة الأساسية التي كانت تحمل مدلولاً دينياً وفكرياً : (البيض- السمك المملح مثل الرنجة والفسيخ- البصل- الحُمص الأخضر- والخس).
يعتبر البيض الملون مظهراً من مظاهر عيد شم النسيم، ومختلف أعياد الفصح والربيع في العالم أجمع، واصطلح الغربيون على تسمية البيض (بيضة الشرق).
البصل
اعتقد المصريون القدماء أنه يمكن للبصل التغلب على المرض، و كان من النباتات المقدسة، وعثر على بعض النقوش التي تشير إلى تقديسه، ووضحت بعض الأساطير القديمة أن أحد الأطفال أصيب بمرض غامض أقعده عن الحركة لعدة سنوات و عجز الأطباء والكهنة عن علاجه، ولجأ الفرعون إلى أحد الكهنة وأرجع سبب المرض إلى سيطرة الأرواح الشريرة على الطفل، وأمر بوضع ثمرة ناضجة من البصل تحت رأسه بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ، كما علق على السرير و أبواب الغرف بالقصر أعواد البصل الأخضر لطرد الأرواح الشريرة، وعند شروق الشمس شق ثمرة البصل ووضع عصيرها في أنف الطفل وشفى تدريجيا من مرضه.
السمك المملح ” الفسيخ”
ظهر «السمك المملح» في الاحتفال بعيد شم النسيم، إذ أظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ، واعتبروه رمزا للخير والرزق و تناوله في تلك المناسبة يعبر عن الخصوبة والبهجة المصاحبة لموسم الحصاد .
ومن ثم يخرج المحتفلون بعيد شم النسيم جماعات إلى الحدائق والحقول والمتنـزهات, ليكونوا في استقبال الشمس عند شروقها، وقد اعتادوا أن يحملوا معهم طعامهم وشرابهم، ويقضوا يومهم في الاحتفال بالعيد ابتداء من شروق الشمس حتى غروبها، وكانوا يحملون معهم أدوات لعبهم، ومعدات لهوهم، وآلات موسيقاهم، فتتزين الفتيات بعقود الياسمين (زهر الربيع)، ويحمل الأطفال سعف النخيل المزين بالألوان والزهور، فتقام حفلات الرقص الزوجي والجماعي على أنغام الناي والمزمار والقيثار، ودقات الدفوف، تصاحبها الأغاني والأناشيد الخاصة بعيد الربيع، كما تجري المباريات الرياضية والحفلات التمثيلية. كما أن الاحتفال بالعيد يمتد بعد عودتهم من المزارع والمتنـزهات والأنهار إلى المدينة ليستمر حتى شروق الشمس سواء في المساكن حيث تقام حفلات الاستقبال، وتبادل التهنئة أو في الأحياء والميادين والأماكن العامة حيث تقام حفلات الترفيه والندوات الشعبية.