محمدالحطابي – ليشبون / البرتغال
حقق المنتخب السعودي فوزاً تاريخياً في بداية مشواره في مونديال قطر 2022، وذلك بعدما أطاح المنتخب الأرجنتيني أحد المرشحين للتتويج باللقب (2 – 1)، في 90 دقيقة استثنائية في استاد لوسيل، ليُحقق الأخضر أول فوز للمنتخبات العربية المشاركة في بطولة كأس العالم الحالية.
في بداية المباراة ظهر المنتخبان الأرجنتيني والسعودي بمستوى قوي في الدقائق الأولى من المباراة، وبدا من الواضح أن “الألبيسيليستي” يُهاجم عبر الأطراف كثيراً ويعتمد على الكرات البينية بين الخطوط والكرات العرضية إلى عمق منطقة الجزاء، في وقت قدم المنتخب الأخضر مستوى مُميزا على أرض الملعب، إن كان لناحية استلام وتسليم الكرة والصعود بها نحو الأمام ومحاولة خلق الفرص، أو من ناحية تنظيم واضح لخط الدفاع باعتماد خط مصيدة التسلل.
ولم يلعب المنتخب السعودي بخوف أو توتر، بل كان حاضراً على أرض الملعب بشخصية قوية، إذ بنى هجماته من الخلف بهدوء وكان هناك تدرج جيد بالكرة، ولكن كل ما كان ينقصه هو اللمسة الأخيرة في الثلث الهجومي، إذ كان هناك تسرع كبير في التصرف، الأمر الذي حال دون هز المنتخب الأخضر للشباك الأرجنتينية في أول شوط، في حين كانت الأرجنتين الطرف الأفضل في صناعة الفرص على الأقل، وخطفت هدفا وحيدا من ركلة جزاء سجلها النجم ليونيل ميسي.
انتفاضة سعودية
فاجأ المنتخب السعودي منافسه منتخب الأرجنتين في الشوط الثاني وتحديداً في أول 10 دقائق، إذ قلب الطاولة رأساً على عقب بضغطه العالي وهجماته السريعة، ليُسجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 49 و53، عن طريق صالح الشهري وسالم الدوسري، وكأن منتخب الأخضر هو المرشح للتتويج باللقب وليس الأرجنتين، في مباراة مجنونة ومثيرة إلى أبعد حدود، جعلت الجماهير مُستمتعة على مدرجات استاد “لوسيل”.
واختفى المنتخب الأرجنتيني تماماً في الشوط الثاني وبدا مهزوزا على الصعيد المعنوي بسبب ما فعلته السعودية في دقائق قليلة، حتى أنه عجز عن الخروج بالكرة بالشكل الصحيح أمام منتخب سعودي مُتماسك وثابت على أرض الملعب، وخصوصاً في الدفاع، عبر إغلاقه المساحات وخصوصاً أمام ليونيل ميسي. ليُقاتل لاعبو المنتخب السعودي حتى الدقائق الأخيرة من المواجهة، ويخطفون فوزاً تاريخياً في بداية مشوار المونديال أمام جمهور سعودي كبير كان حاضراً في المدرجات.