محمدالحطابي – ليشبون / البرتغال
الاحتفال الشعبي الكبير الذي استقبل به انتصار المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم فجر حالة فرح جماعي أخرجت الملايين للشوارع، و كسر الجو العام الكئيب الذي ساد بالبلد منذ مدة ليست باليسيرة.
هذه الاحتفالات العفوية التي اختلطت فيها كل الفئات والانتماءات، كشفت أن هذا البلد يستحق الأفضل.
كما أكدت أن المغاربة يكفيهم انجاز أو نصر ملموس، ولو كان في لعبة اسمها كرة القدم، ليتحولوا إلى كتلة بشرية موحدة، تضع وراء ظهرها كل النكسات والإخفاقات التي جعلتنا محاصرين بواقع اجتماعي واقتصادي يسرق الإحساس بالأمان، ويصادر حق شريحة مهمة في العيش بكرامة.
هذا النصر الذي صنع الفرحة في البيوت، وفي شوارع مختلف المدن المغربية، انتقل صداه إلى مختلف القارات بعد أن انخرطت الجالية في حماسة الاحتفال.
احتفاء يبقى دليلا على أننا بحاجة ماسة إلى رفع المعنويات التي استنزفتها خيبات طالت مختلف الميادين بدون استثناء، وإلى ضخ القليل من الثقة في النفوس بعد أن جثمت عليها ولسنين طويلة مشاعر القلق والتوجس والإحباط بتحريض من أحداث ووقائع وقرارات عدة.
المفعول السحري لانتصارات كرة القدم، والقادر على منح السعادة لشعب بأكمله بكل سخاء، هو أمر ايجابي يتعين أن يستثمر بخلق مناخ عام يطيل في أمد الفرحة، ولا يجعلها مجرد إحساس عابر ينتهي بنهاية المباراة.
هي مسؤولية تقع بالأساس على الدولة والمسؤولين في مختلف مواقع القرار، والنخب، والقوى المجتمعية، بعد أن أصبحنا أمام إفلاس شبه تام طال المجال السياسي، والحزبي والثقافي والفني والرياضي والإعلامي.
نعم ربحنا مباراة بلجيكا لأننا نستحق، ولأننا صارعنا بشراسة من أجل ذلك،.
لكن تنتظرنا مباراة حقيقية تحتاج إلى لاعبين صادقين، بإرادة قوية، ونية صادقة، وخطة مستمدة من الوطنية الخالصة، من أجل الخروج بهذا البلد من المشاكل الكثيرة التي أصبحنا نراكمها، والملفات العديدة والمعقدة التي نؤجل الحسم فيها رغم أنها لا تحتمل.