أكدت أنالينا بربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، أن “المغرب في وضع مثالي ليصبح ركيزة إستراتيجية مهمة في التحول الأوروبي في مجال الطاقة”، خاصة أن المملكة أقرب جيران أوروبا من الجنوب.
وشدّدت المسؤولة الألمانية ذاتها، خلال لقائها بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أثناء زيارتها الرسمية إلى المغرب، على أنّ “هذه الزيارة هي ذات أهمية قصوى لأنها تؤشّر على بداية فصل جديد في علاقتنا الثنائية”.
وفي ندوة صحفية جمعتها مع نظيرها المغربي بالرباط، قالت رئيسة الدبلوماسية الألمانية، إن “اللقاء مع وزير الشؤون الخارجية المغربي مهم لألمانيا والاتحاد الأوروبي أيضا، إذ إن هناك 160 شركة ألمانية في المغرب، وحجم تجاري متنام بين البلدين، إذ يوجد 50 ألف مغربي يدرسون الألمانية”.
وخاطبت الوزيرة الألمانية وسائل الإعلام الدولية والمحلية قائلة: “أمنكم هو أمننا، وأمننا هو أمنكم، وهذا ما نشعر به في نصف العام الأخير، حيث اتفقنا على تنزيل مشاريع في مجال الطاقة المتجددة ومكافحة أزمة المناخ وتطوير الهيدروجين الأخضر”.
وأتبعت المسؤولة ذاتها قائلة أن: “إمكانات زيادة التعاون الاقتصادي والاتصالات بين الأفراد هائلة”، مشددة على أن “هذه الزيارة ستجعل من الممكن إعادة تحديد علاقاتنا من أجل استكشاف هذه الفرص والاستفادة منها بشكل كامل”.
وأضافت الوزيرة الألمانية: “خلال الأشهر القليلة الماضية عملنا بجد لبناء أرضية مشتركة لشراكة تطلعية”، مؤكدة أن: “المغرب في وضع مثالي لأن يصبح ركيزة إستراتيجية مهمة في التحول الأوروبي للطاقة”، حيث أشارت الى التعاون المستمر في قطاع الطاقة منذ عقد من الزمن بين المغرب وبرلين.
واستطردت المسؤولة ذاتها: “حتى إذا نظرنا إلى ما هو أبعد من ذلك فإن إمكانات زيادة التعاون الاقتصادي والاتصال بين الأفراد هائلة”، جاء هذا في تأكيد منها على أن بلدها تلتزم بإعادة العلاقات مع المغرب، “للسماح لبرلين باستكشاف واستخدام فرص الاستثمار والحوار السياسي المعروض في علاقتها الحميمة بالرباط”.
وأتبعت الوزيرة بربوك قائلة بأن “هذه الزيارة تفتح المجال لزيارات قطاعية أكبر في مجالات الطاقة والفلاحة والاقتصاد الاجتماعي والاستثمار، مع تبادل الزيارات حتى تكون نموذجا لنضج العلاقات”، وأردفت بأن “مجال مصادر الطاقة المتجددة كان محور التركيز الرئيسي”، متعهدة بتطوير العديد من الأفكار الجديدة للتعاون، إذ إن “العديد من المشاريع الجيدة من الماضي قد وُضعت على أسس جديدة”.
وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية على أن “ألمانيا تشيد بمساهمة المغرب في الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب، ولاسيما من خلال مشاركته في رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، فضلا عن مشاركته في رئاسة فرقة العمل الإفريقية التابعة للتحالف العالمي لمكافحة داعش”، معتبرة أن “المغرب أصبح موقعاً استثمارياً هاماً للشركات الألمانية في إفريقيا بفضل تطوره الديناميكي، ويمكن أن يكون شريكاً أساسياً للتعاون التجاري الثلاثي الذي يجمعه مع ألمانيا وإفريقيا”.